بقلم: ميلود ولد محمد السالك
إن الشباب الموريتاني النابه قد عودنا دائما على تصدره للطليعة أينما حل وارتحل بفضل جموحه الجامح وإرادته الصلبة التي اتخذها رافعة يستعين بها لرفع نفسه إلى فضاء معالي الأمور الرحب الفسيح ، لينطلق من ذاك الفضاء الواسع نحو آفاق المستقبل المشرق الذي لا تحده حدود ولا تعرقله حواجز، واضعا هذا الشاب أوذاك نصب ناظريه هدفا محددا لا بد من الوصول إليه ،أو الفناء دونه .. ألا وهو المشاركة الخلاقة مع أمثاله من الشباب الموريتانيين النابهين المتطلعين إلى خلق الدولة الموريتانية القوية والعصية على عبث العابثين المتربصين بها الدوائر, بحيث تكون بلاد المنارة والرباط إذا تكلمت مثل ما كانت أصغى إليها الجميع واشرأبت الأعناق إليها، وإذا غابت أجل الأمر ولو كان جللا لحين حضورها ، وفي حالة حضورها هب الكل واقفا احتفاء بها ولها تقديرا واحتراما لهامتها الموقرة.
من أولئك الشباب الكثرالمميزين النبهاء على سبيل المثال لا الحصر الطامحين إلى وضع أقدامهم على سلم المجد وذؤابته بثبات لا تهزه رياح صحرائنا المغبرة الشاب النابه الأستاذ محمد ولد محمد ولد اعلي ولد الدي .. سبيله إلي ذلك وطريقه الأوحد هو خدمة الوطن والمواطن بكل ما أوتي من قوة الإرادة، ورجاحة العقل ، ودربة لا تعرف الكلل ولا الملل على طرق بوابات الثقافة والمعرفة والغرف من ثقافات الشعوب الأخرى.. هذا الشاب المثقف النابه ، محمد الأمين ولد اعلي ولد الدي الذي تتقد في دمائه الحارة النقية من الشوائب جذوة النخوة والأصالة التليدة الموروثة كابرا عن كابر عبر تقلبه في أصلاب عائلتين كريمتين تنحدران من قبيلتين من أشهر قبائل موريتانيا الأصيلة هما.. أهل أحمدُو ولد سيدي ولد السَّالم – تاجكانت من جهة الأم (لبحير) والمعروفة بكثرة علمائها وفحولة أدبائها وغزارة عطائهم العلمي والأدبي ، ..إذ المكتبات الموريتانية والعربية شاهدة على صحة ما ذهبنا إليه في هذا المنحى ،ومن جهة الوالد قبيلة إدوعيش ( أهل محمد شين) وما أدراك ما أهل محمد شين) ؟ .. إنهم أمراء وسادة تلكم القبيلة العربية الأصيلة والمعروفة بقوة الشوكة وصلابة الشكيمة ، والاستبسال المخضب بالمروءة في ميادين الوغى والنخوة المضمخة هي الأخرى بالشهامة والنبل والعفو عند المقدرة. . هذا الشاب الطموح كان له اليد الطولي في تحريك سفينة السياسة في بلده موريتانيا قبل فترة من الزمن حيث كان ممثلا لحزب شهير في مقاطعة ( باركيول) سنة (2000م) وترشح بعد ذلك لانتخابات مجلس الشيوخ سنة (2008م) حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الاستظلال بمظلة قبة البرلمان الظليلة لولا تدخل بعض السياسيين الكبار في آخر لحظة لصالح غيره ، بيد أن ولد اعلي هذا كان ولا يزال من كبار الداعمين لسياسة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الحاملة وقتئذ لراية الحرب على الفساد والمفسدين.
إلا أن ولد اعلى قد قرر أخيرا الهجرة إلى ( بلاد العم سام) للاستزادة من العلم والمال والتجربة ، وكان له ما أراد وسعى إليه ، حيث استطاع برجاحة عقله وثقافته الموسوعية المدعمة بثقافة محظرية ممتازة أن ينسج شبكة علاقات مميزة مع مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات المالية الكبيرة في الولايات المتحدة ، خاصة مع شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري ، إضافة إلى دوره الفعال في خدمة الجالية الموريتانية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية ، بما في ذلك داره التي أصبحت قبلة تؤمها الجالية الموريتانية القادمة إلى تلك الديار جماعات وفرادى، بحثا عن الاستشفاء والعمل وغير ذلك من الأمور، وهو الآن بصدد العود إلى موريتانيا لإنشاء حزب سايسي كبير من المنتظر أن يكتسح الساحة ، حيث إجراءات إنشائه تجري الآن على قدم وساق في أروقة وزارة الداخلية.. هذا الحزب الذي اسمه لازال طي الكتمان سوف يكون برنامجه الإصلاحي طموح جدا وجاذب للجماهير الطامحة إلى الحرية والانعتاق من نير العبودية ، والفقر ،والمحسوبية والفساد ، لأن الأستاذ محمد الأمين رئيس الحزب المزمع إنشاؤه قد عقد العزم بطريقة لا رجعة فيها ولا تساهل على التعاون مع الأحزاب السياسية التي تؤمن بضرورة شن حرب لا هوادة فيها ولا مهادنة ضد الفساد والمفسدين .. ضد وطأة سيف القبيلة البتار الذي بتر أطراف وأقدام الدولة الموريتانية حتى جعلها معاقة كسيحة تمتهن مهنة التسول واستجداء الآخرين القبيح على مناكب المعمورة الأربع.
نعم إن الأستاذ محمد ولد محمد ولد اعلي ولد الدي في تقديرنا يتملك كل المؤهلات الشخصية والثقافية والخبرة السياسية التي تؤهله كما أسلفنا ليس لرئاسة حزب فحسب بل لرئاسة الدولة الموريتانية وجعلها تتبوأ المكانة السامقة التي تليق بها بين الدول والأمم المتحضرة.
وفي هذا السياق لابد من التذكير مرة أخرى بأن السيد محمد ولد اعلي ولد الدي مثقف من الطراز الأول ثقافة معززة بثقافة محظرية أصيلة ، إضافة إلى عزيمة قوية لا تلين مدعمة أيضا بإرادة صلبة للإصلاح والتغيير لا يعرف اللين ولا النكوص إليهما سبيلا، وقبل هذا وذاك فإن الشاب ولد اعلي يتملك كذلك أهم الخصائص الشخصية التي لاغنا عنها للطامحين والمتطلعين إلى إصلاح بلدهم وتغيير أحواله ليكون في طليعة الشعوب المتحضرة التي آمنت بأن سواعد أبنائها البررة هي وحدها الكفيلة بتحقيق حلم الحياة السعيدة ، والعيش الرغيد لجيل الحاضر وأجيال المستقبل على ربوع هذا الوطن الغالي موريتانيا.. إلا وهي ابتداء ذرابة اللسان والأريحية مع الناس التي لا تخطئها العين السليمة من الرمد، ثــــــم ( الكاريزما) أي الجاذبية الشخصية التي عادة تصطبغ بصبغتها المميزة بعض هامات الرجال التاريخيين العظام أمثال (الزعيم الراحل جمال عبد الناصر) ، ومعبود الأمة الهندية (جواهر لا ل نهرو) ،وأخيرا وليس آخرا معشوق الشعب الفرنسي( الجنرال ديغول).. وهنا لا يسعنا في هذا الصدد إلا أن نتمنى في هذا المضمار لولد اعلي، سليل البيوتات الكريمة والزعامة التليدة أن يكون اسمه جوهرة عقد وسط هذه السلسلة الذهبية لأولئك الرجال التاريخيين العظام.