لجنة وساطة تؤجل جمع قادة المنسقية لحين الاتفاق على مقاربة توافقية للحوار مع النظام
نواكشوط ـ سعيد ولد حبيب
اكد رئيس حزب اللقاء الديمقراطي الرئيس الدوري لمنسقية احزاب المعارضة الموريتانية محفوظ ولد بتاح ان منسقية احزاب المعارضة على وشك الاتفاق على مقاربة سياسية من شانها ان تزيل الخلاف حول الحوار بين اقطاب المشهد الوطني، واواضح ولد بتاح في تصريح لصحراء ميديا ان الجهود حثيثة باتجاه الخروج بموقف موحد من الحوار الذي اتفقت الاطراف جميعا بخصوص اهميته مستبعدا حسم الخلاف في اجتماع اليوم الاربعاء واضاف ولد بتاح “نحن نجري لقاءات تشاورية ونتوقع اتخاذ موقف نهائي في القريب العاجل”
وفي السياق ذاته قال قيادي في منسقية المعارضة الموريتانية طلب عدم الكشف عن اسمه لصحراء ميديا ان لجنة الوساطة المشكلة من المنسقية تواصل لجهودها لتقريب وجهات النظر بين قادة المنسقية من اجل جمعهم تحت سقف واحد واتخاذهم موقفا موحدا من الحوار.
ونبه المصدر الى ان اجتماع قادة المنسقية قد تاجل لمنح المزيد من الوقت للجنة الوساطة لصياغة مقاربة توفيقية لخصوص الحوار
وينتظر الراي العام في موريتانيا ان تبت منسقية أحزاب المعارضة الموريتانية وبشكل نهائي اليوم او غدا في موضوع الحوار المزمع إجراؤه مع النظام ، وسط مخاوف بدات تتسع من حصول انقسامات تهدد المنسقية حيال الخلاف في وجهات النظر حول بعض التفاصيل المتعلقة بالحوار المرتقب.
و تعكس مسارات اللقاءات السابقة استقطابا حاد داخل المنسقية ووجود خندقين متمايزين يتمسك كل منهما برؤيته للحوار وظروفه ، وطرف ثالث يميل إلى جسر الهوة بينهما او الخروج بموقف وسط .
و تنزع أحزاب كالتحالف الشعبي التقدمي الذي يرأسه رئيس البرلمان مسعود ولد بالخير وحزب الوئام الذي يراسه الوزير الأسبق بيجل ولد حميد، الى تجاوز النقاط الخلافية المتعلقة بالشروط الخمسة الواردة في مذكرة المنسقية والدخول بعقلانية في حوار جاد مع النظام الموريتاني الذي ابدى رئيسه بحسب هؤلاء استعداده له ومن من باب عدم تفويت الفرصة على اية بادرة تلوح من النظام وفق تبرير مؤيدي الحوار.
ووسط هذه اللوحة يمسك حزبان العصا من المنتصف ويحاولان الخروج بموقف يوازن بين عقلانية مسعود وبيجل ومخاوف ولد داداه وولد مولود، يتعلق الامر بموقفي تواصل وحزب اللقاء الديمقراطي الذي يتولى للرئاسة الدورية لمنسقية أحزاب المعارضة ويعتبرنشطاء في الحزبين ان الوضعية الحالية فيما يتعلق بمواقف الاطراف المعنية بالحوار تطبعها الضبابية وتلفها غيوم النوايا المبيتة من جميع الأطراف وهي حالة لا شك انها تزد من تعقيدات المشهد السياسي وتشتت ذهنية الراي العام ما يتطلب اليقظة وحساب أي خطوة في أي لاتجاه,
ويرى محللون ان موقفي تواصل واللقاء ينطلقان من رؤية توفيقية تحاول وضع قدمين في مساحتين ليستا متجانستين ضمن مشهد تجريدي وفق تعبير احد المراقبين ويقول مراقبون ان المنسقية قد لا تمانع في حصول بعض الشرخ في صفوفها بهدف تبرئة نفسها من رفض الحوار من خلال ذهاب فريق اليه وبقاء اخر في صف الممانعة ، و هي تروم من هذ التكتيك خلط الاوراق بحيث يكون هنلك جناحان صقور وحمائم يلتحق من يثبت كفائته منهما بالاخر وبالتالي يفقد النظام التمتع بنكهة تشتيت المعارضة بحسب الكثيرين
واذاكانت مواقف الاطراف المختلفة تنشد الغرض ذاته من الحوار وهو الوقوف على ارضية مشتركة لنقاش القضايا الجوهرية فيما يتعلق بمواضيع الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فان موقفي حزب تكتل القوى الديمقراطية وحزب اتحاد قوى التقدم يكادان يتمايهان الى درجة التطابق سيما فيما يتعلق بنقاط اساسية وردت في مذكرة منسقية المعارضة واشتملت على شروط سابقة للحوار ويقول قيادي في حزب تكتل القوى الديمقراطية لصحراء ميديا ان موقف حزبه يناسب تماما موقف اتحاد قوى التقدم وهو يقول انه لم يلمس منذ مدة تطابقا في الرؤية والطرح بين حزبين رئيسسين في المعارضة مثل ما هو حاصل هذ الايام ، ويتفق التكتل وقوى التقدم على ان ان أي حوار لا يكون مباشرا بينهم والرئيس لن تكون له جدوى كما يطالبان بان باعتماد اتفاق داكار اساسا في أي حوار ، ويطالب الحزبان بفتح وسائل الاعلام الرسمية امام كافة الاطياف دون تمييز ولا اقصاء ، كما يدعوان الى السماح للمظاهرات كاداة للعبير يكفلها الدستور والقوانين ،
ومن اجل إذابة جبلد الجليد في علاقات أقطاب المعارضة الرئيسية شرع حزب اللقاء الديمقراطي برئاسة محفوظ ولد بتاح في جهود لتقريب وجهات النظر بين مسعود وولددداه وهي مهمة صعبة في مثل هذه الظروف بحسب المراقبين.
وحكمت الاحداث السياسية والعسكرية في القصر الرئاسي طوال السنوات الاخيرة إيقاع العلاقة بين ولد داداه وو ولد بلخير ، واستنكر ولد داداه على ولد بلخير دعمه في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية للرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله المدعوم حينها من العسكر، وقال انصار ولد داداه ان مسعود فوت على الديمقراطية الموريتانية فرصة ثمينة بعدم وقوفه الى جانب مرشح المعارضة الذي كان قاب قوسين او ادنى من الفوز ، وبالمقابل وجد انصار ولد بلخير في موقف ولد الداداه الداعم لانقلاب اغسطكس 2008 اجراء انتقاميا يكرس بحسب هؤلاء رغبة زعيم المعارضة في الوصول السلطة فقط وباي ثمن ، وعاد الرجلان ليقفا في خندق واحد بعد ذلك ابان المفاوضات الماراتونية قبيل انتخابات أغسطس 2009