سكان المنطقة قلقون من احتمال تجدد الاشتباكات.. والخوف يؤثر على الأجواء الرمضانية
غرب مالي ـ صحراء ميديا
يلحظ شهود عيان في القرى والبلدات المالية المتاخمة للحدود مع موريتانيا تكثيف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لدورياته في المنطقة خلال الآونة الأخيرة، مستخدما أرتالا من السيارات أغلبها من طراز “جالكو” التي تعمل بالبنزين وتسير بسرعة فائقة في الصحاري الوعرة، مؤكدين أن عدد سيارات الرتل الواحد لا يقل عن 20 سيارة.
وبحسب روايات الشهود لصحراء ميديا، فلا يكاد يمر أسبوع دون مرور دورية تابعة لمسلحي تنظيم القاعدة بالقرب مناطق الأرنب، الزويره، وآراتن، حيث شوهدت إحداها، قبل يومين، بالقرب من منطقة الزويره الحدودية.
ويؤكد شهود العيان إن تلك الدورية مرت في وضح النهار، “ولم تدخل القرية منها سوى سيارتين من أجل شراء بعض المؤن قبل أن تلتحقا ببقية الرتل”، وذلك في منطقة لا تبعد أكثر من 100 كيلومتر من مدينة باسكنو الموريتانية.
تحركات مسلحي القاعدة تتزامن مع انتشار دوريات للجيش الموريتاني في مناطق قريبة، تصاحبها طلعات جوية، يؤكد بعض سكان المنطقة أنها تنفذ من قبل طائرات استطلاع فرنسية، مما خلف حالة من الخوف والذعر في صفوف ساكنة القرى والبدو الرحل المتواجدين في مناطق عبور دوريات القاعدة، خوفا من أن يكونوا مسرحا للمواجهة القادمة.
ويزيد من خوف السكان ما وصلهم من شائعات أفادت بمقتل مدنيين في الاشتباكين السابقين بين الجيش الموريتاني والتنظيم المسلح في “حاسي سيدي”؛ القريب من تلك المناطق، و”غابة وقادو”، التي تعتبر أهم معبر لمسلحي القاعدة القادمين من أقصى الشمال المالي، حيث المعسكرات التقليدية للتنظيم.
أجواء الحرب ألقت بظلالها على المناطق المرشحة لأن تكون مسرحا لمواجهات قادمة بين الجيش الموريتاني والقاعدة، وغيرت الطابع التقليدي للجو الرمضاني الذي يتميز أسبوعه الأخير بإقدام نسوة البدو على تنظيم السهرات وقرع الطبول ترحيبا بعيد الفطر المبارك.
ورغم أن الظاهرة متجذرة منذ القدم، إلا أنها قد تشهد تراجعا كبيرا في رمضان الجاري، بسبب انتشار الخوف في صفوف أمة ترى أنه لا ناقة لها ولا جمل في صراع دائر بين مسلحين من جنسيات مختلفة وجيش قادم من خارج الحدود في شأن ذا طابع دولي.
بيد أن انتشار شائعات مقتل مدنيين وقعوا بين نيران الحرب، وتداول الأنباء التي تفيد بإقدام تنظيم القاعدة على تصفية عدد من وجهاء قبائل الطوارق والعرب في الشمال المالي، كل ذلك غير قناعة نجاعة الحياد، فضلا عما خلفته الحرب من تأثيرات سلبية على اقتصاد المنطقة المعتمد أساسا على الرعي والتجارة والسياحة، وهذه الأخيرة أصيبت بشلل تام نظرا لما يشكله التنظيم من خطر على السائحين.