الأسواق الموازية ملاذ الموريتانيين في ظل شح الموارد المالية لاقتناء حاجات العيد
نواكشوط ـ صحراء ميديا
تضاعفت اعداد اسواق العاصمة الموريتانية نواكشوط مع قرب اطلالة عيد الفطر المبارك ، واستحدثت اسواق صغيرة موازية الى جانب الاسواق الرئيسية في عاصمة تكاد اعداد الباعة تضاهي جمهور المتسوقين فيها خصوصا في مواسم الاعياد الدينية .
وانتعشت الحركة التجارية في ثلاث محطات من العاصمة قرب سوق البضائع المسعتملة وعلى جنبات مساحات معارض السيارات “البرص” وفي سوق بيع الهواتف النقالة وسط العاصمة نواكشوط.
وتمنطق رجل ابيض اللون ـ يرفض التصويرـ بلثامه ودلف الى سوق بيع الهواتف النقالة وهو يحمل موبايله الفنلندي حديث الصنع بحثا عن من يدفع مالا حالا وقبل ان تغرب شمس يوم التاسع والعشرين من رمضان، وقال لصحراء ميديا وهو يتجنب الكشف عن ملامحه ” ساكون مضطرا لبيعه انا اب لطفلين صرفت راتبي في تكاليف الصوم وبقي الوفاض خاويا الآن لدينا التزامات العيد سابيع هاتفي واخذ عوضا عنه هاتفا متواضعا وبعض المال”
ففي سوق الموبايلات لا صوت يعلو على صوت المقايضة الناس يبحثون عن ثمن العيد وعن هاتف لتقديم التهانئ .. لايهم ان يكون من الطراز الجيد المهم انه يسمع ويوصل يعلق احد الباعة المتسوقين
وأنت في أسواق العيد لا يمكنك التمييز بين البائع والمشتري إنها سوق سوداء يتم فيه التضارب بكل شيئ وبيع أي شيئ
ويقدر الاقتصاديون قيمة الأموال المتداولة في سوق الموبايلات بملايين الدولارات في موريتانيا،وترتفع نسبة استخدام الهواتف النقالة في موريتانيا مقارنة مع العديد من الدول الإفريقية ، ويفضل الكثيرون الإنفاق على المكالمات حتى ولو تطلب الأمر دفع مصاريف البيت اليومية .
معارض السيارات تعج مع منتصف رمضان بالباحثين عن سيارات شكل اقتناؤها حلما راود أصحابها لسنوات ثم استمعوا لنصائح أقاربهم بانتظار العيد حيث يأتي أباء وأمهات الاسر الى أسواق السيارات لبيع سياراتهم بدراهم معدودات تكفيهم مصاريف العيد وتسكت الاطفال المتباكين على الملابس والهدايا وتخرس السنة المتندرين من الاقارب والجيران والأصدقاء ” وفق تعبير خبير اجتماعي موريتاني
ويعتمد متوسطو الدخل غالبا على بيع العديد من المواد الكمالية كالتلفزيونات والسيارات ايام العيد لضمان توفير مستلزماته
وينتظر يب 54عاما منذ اسبوعين وصول زبون لأحد معارض السيارات لاقتناء سيارة ، وقد اوقفها عن الحركة منذ مدة وأتقن تنظيفها وتحسين مظهرها ، ويعرض “يب” المرسيدس التي لم يمض على شرائها عام واحد أملا في استبدالها بسيارة وقبض فرق السعر كي يتمكن من شراء حاجيات العيد.
ويكثر بيع السيارات العائلية خصوصا تلك المملوكة لنساء ، ويقول مالك معرض سيارات في نواكشوط ، ان الاقبال على عرضه يزداد مع اقتراب العيد ، وينتظر البعض حتى اخر لحظة لبيع سيارته حيث يرغب الكثيرون في البحث عن ابواب اخرى لتوفير مصاريف العيد قبل التفكير في السيارة فيما يغتنم البعض ممن ليست لديهم التزامات اسرية موسم العيد للظفر بسيارة باقل ثمن
وتشهد اسواق الملابس اقبالا غير مسبوق فيما تحظى الملابس الرجالية والنسائية وملابس الاطفال والعابهم بالكثير من المساومة ، ويكثر المعروض من التجارة القادمة من اسيا وتركيا وافريقيا لكن الغلاء يحول دون حصول الجميع عليها
ويشكو الموريتانيون من انعدام السيولة وضعف عملتهم “الاوقية” مقابل العملات الاخرى ، ويتهم بعضهم الحكومة بالعجز عن تنفيذ سياسة اقتصادية ومالية ناجعة ، ولجا بعضهم الى طريقة في القرض تثقل كاهل من يمارسونها بالديون المتربتة عليها ، وتدعى العملية ب”التشبيك” وهو تقديم قرض بمبلغ معين على ان يتم مضاعفته في حالة ما اذا تخطى اجل تسديده دون سداده ، وهكذا بطريقة متتالية رياضية كلما مضى الاجل دون التسديد تضاعف المبلغ وتؤدي العملية التى تشهد اقبال عدد من الذين يبحثون عن السيولة في انهاك الاقتصاد وقد تؤدي الى سجن احد الطرفين بسبب شيكات من دون رصيد
واصبحت تلك الممارسة شائعة ليس فقط في اوساط رجال المال ولكن ايضا بين المعسرين ومتوسطي الدخل لكن من يمارسونها يبررونها بالحاجة الماسة الى السيولة.