النعمة ـ الرجل بن عمر
علمت صحراء ميديا من مصدر أمني في مدينة النعمة، شرق موريتانيا، أنه تم ترحيل المواطن المالي الجنسية، إبراهيم ولد محمود، المتهم بالتجسس لصالح تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الي النيابة العامة في نواكشوط للتحقيق معه.
وأضاف المصدر الأمني، الذي فضل عدم ذكر إسمه، أن فرقة من سرية الدرك الوطني في “أنبيتكت لحواش” بالقرب من ثكنة عسكرية على بعد 7 كلم جنوبي باسكنو، اعتقلت ولد محمود قبل أيام وبحوزته سلاح كلاشنكوف وأربع خزانات تحوي 54 طلقة نارية.
وخضع المتهم لتحري أولي من طرف قوات الدرك والشرطة في باسكنو، حيث رفض الاتهامات المنسوبة إليه، وشدد على براءته من الانتماء لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، نافيا أية صلة له بالتجسس لصالحه، كما أكد توفره على أدلة دامغة تثبت عدم ملكيته للسلاح والذخيرة الحية الذين ضبطا معه.
المتهم ابراهيم ولد محمود، من مواليد منطقة “أزواد” المالية وعمره 71 سنة، صاحب قطعان إبل أعتاد الترحال بها في الأراضي الموريتانية منذ عشر سنوات؛ بحسب إحدى الروايات.
وتقول رواية حصلت عليها صحراء ميديا، إن زوجته “البربوشية” قد اعتادت أن تقوم رؤوس من قطعان إبله أثناء غيابه في مواسم الرعي والاتجار خارج الأرض المالية، مستعينة بشوكة أحد الزعامات البربوشية التقليدية النافذة في المنطقة، وذلك في ابتزاز المتهم وضربه في حال مطالبته باستعادة قطعانه المسلوبة؛ بحسب نفس الرواية.
ورغم أن المتهم، إبراهيم ولد محمود البربوشي، صاحب ثلاث أولاد وبنتان، من زوجته البربوشية، إلا أن مضايقة أقرباء زوجته له ومناصرتهم لها على سلبها قطعانه، دفعه إلى الهجرة خارج مسكنه الأصلي في منطقة “أزواد”، والتوطن في منطقة “واد إنيتي” الموريتانية، 120 كلم شرقي النعمة.
وظل “البربوشي” المتهم، يقيم في المنطقة إلى تاريخ توقيفه من طرف القوات الموريتانية، التي وجهت له تهما من بينها التجسس على قواعده لصالح التنظيم والقيام بنشاطات مشبوهة بفعل تواجده المشبوه بمحاذاة ثكنة عسكرية وحيازته السلاح والذخيرة الحية بدون ترخيص.
وقد تمسك المتهم “البربوشي” بقوله أنه يوجد بالأرض الموريتانية منذ عشر سنوات بشكل سلمي، يقوم بالترحال في المراعي الموريتانية والسقي عند ما يعرف محليا بـ “صونداج ولد الدرويش” نحو 130 كلم شرقي النعمة.
وقال: “إن وجوده المفاجئ قرب الثكنة العسكرية في باسكنو لم يكن مقصودا، بل بهدف المبيت والرحيل في الصباح الموالي، كما طالب بمنحه فرصة لإخلاء مسؤوليته من السلاح، الذي صرح أنه قد أودع عنده عن طريق أحد البدو الموريتانيين وفي حضور شاهدان، كما أكد إمكانيته تقديمهم للأمن الموريتاني إذا تم إمهاله لأربعة وعشرين ساعة من توقيت ترحيله إلى نواكشوط.
وقال إبراهيم ولد محمود في دفاعه عن نفسه، صبيحة الجمعة قبل ساعات من ترحيله إلى نواكشوط أنه يمكن أن يقدم للأمن دليلا ملموسا، على براءته من حيازة السلاح والذخيرة الحية، لو أمهله حتى قدوم أحد الناقلين إلى “سوط باسكنو” السبت الموالي، حيث يقول إنه يعرف صاحب السلاح الحقيقي، كما أنه شاهد على عملية إيداعه من طرف مالكه الموريتاني.
لكن صرامة الإجراءات الأمنية المتخذة بشأن المتهمين في قضايا إرهابية أو مشبوهين بذلك الملف الخطر، لم تشفع للمتهم باستعراض أدلته ودعاويه التي يعتقد بقدرتها على دحض اتهامات الأمن الموريتاني له؛ بحسب قوله.
ولم يكن المتهم، إبراهيم ولد محمود، بعيدا من المعاملات التجارية والمالية مع عدد من التجار وملاك الإبل الماليين، خاصة حين عثر الأمن الموريتاني على 40 رأسا من الإبل بحوزته، تم إيداعها لدى أحد الأفراد في باسكنو و62.000 ألف أفرانك أفريقي مالي، و42.000 ألف أوقية، كما تأكدت صحراء ميديا بفعل تحريات محلية، من اسم أحد التجار الموريتانيين، الذي أجرى معه المتهم آخر عملية بيع لقطعان من الإبل، حيث يدعى “بيبتنه”، يعمل بسوق النعمة، كما يقطن في بلدية “آشميم”، 40 شرقي مقاطعة النعمة؛ بحسب مصادر محلية مطلعة.
يأتي توقيف إبراهيم “البربوشي” وإحالته إلى نواكشوط، على وجه السرعة، متزامنا مع عدد من التهديدات الأمنية أطلقها عناصر التنظيم في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وأولى أيام عيد الفطر، حيث سارع الأمن إلى ترحيله ثلاثة أيام قبل تلك المناسبة، التي رافقتها إجراءات أمنية مشددة، زادت من تفتيش السيارات القادمة من وإلى عاصمة الولاية، وما صاحب ذلك من إجراءات أمنية احترازية من طرف قوات الجيش الموريتاني.