كتيبة من الدرك تؤمن السوق والتجار يرفضون فتح محلاتهم
كيهيدي – عبد الله أتفغ المختار
سيطرت حالة من الهدوء المشوب بالحذر معظم احياء مدينة كيهيدي عاصمة ولاية غورغول جنوب موريتانيا بعد أيام من المواجهات بين الأمن والمحتجين من الشباب الزنوج من حركة “لا تلمس جنسيتي”.
وظهرت وحدات من الدرك في المناطق التي كانت ساخنة مسيرة دوريات في تلك الاحياء التي ظلت حتي وقت قريب عصية علي الدخول.
وبدا أن الاتفاق الضمني بين قيادة “لا تلمس جنسيتي” وبعض المنتخبين المحليين، اعطي ثماره حتي الان علي الاقل اذ تشير مصادر قريبة من المنتخبين ان الاتفاق شمل إجماعا حول تأجيل كل أشكال التظاهر حتى عصر اليوم، مقابل إفراج غير مشروط عن كل معتقلي الإحتكاكات الماضية، بيد أن مصدرا أمنيا رفض الكشف عن اسمه أكد لصحراء ميديا أن “السلطات الإدارية والأمنية غير ملزمة بأي اتفاق يخالف القانون، إذ من المعتقلين من تؤكد الأدلة على تورطهم في استهداف الأمن العام والمصالح الحكومة”.
ورغم الهدوء فان المخاوف من تجدد المواجهات في حالة سقوط الهدنة تلقي بظلالها علي قلب المدينة النهرية وخصوصا في السوق الكبير
ويري تجار السوق في الحضور الكثيف لقوات الدرك أشعارا بالأمان إلا أن كل أصحاب المحلات التجارية يرفضون فتح محلاتهم، وتبدو محطة المسافرين المركزية خاوية على عروشها بعد أن تم استهدافها في أول أيام الأحداث، مما دفع بعض الناقلين إلى استحداث محطة جديدة قرب مدخل المدينة، وفي المنطقة الإدارية خوفا من أي تصعيد محتمل.
ولا تزال البنوك والمصارف مغلقة فيما يخشي من نقص في الوقود بعد الأضرار التي شملت محطات للبنزين الا ان السلطات تقول انها اعطت الأوامر ببيع البنزين ، للسيارات دون استثناء( الصورة) لكن بكميات محدودة،
وفي سياق متصل بدأ المدير الجهوي للأمن الجديد اعل ولد المختار عمله صباح اليوم بجولة في المدينة، وزيارة للمصالح التي تم استهدافها من طرف المحتجين، رافضا الحديث للصحافة.
أيام الاحتجاج ألقت بثقلها علي المستشفي الوحيد في المدينة حيث بدأ الاطباء حالة استنفار لمواجهة تبعات الاحداث
إلا أن اقبال المرضى محدود جدا، ويبرره بعض من التقيناهم من الأطباء، بتعطل وسائل النقل من وإلى المدينة، خاصة أن جل نزلائه عادة يأتون من قرى ومدن ولاية كوركول، ومع ذالك لا يخلو المستشفى من مراجعة بعض الشباب الذين أصيبوا بجروح أو كدمات، أو حتى حالات اختناق جراء الاشتباكات مع الشرطة.
وفي انتطار التطورات المحتملة مع نهاية المهلة التي حددها المحتجون للإدارة كآخر أجل لإطلاق سراح زملائهم، تبقى مدينة كيهيدي مقسمة فعليا إلى مدينتين، إحداهما تقع أسفل “كدية الولاية” وهي مدينة المحتجين على الظروف التي تكتنف الإحصاء الإداري، وأخرى تقع حول المباني الإدارية، وعند مدخل كيهيدي باتجاه حي التنزاه، وتقطنها غالبية التجار، والوافدين، وكبار المسؤولين الإداريين والأمنيين في الولاية.