موريتانيا :هدوء حذر في “سبت الغضب الموعود،، والنشطاء يقولون هنالك من يستهدف هويتنا“
نواكشوط ـ سعيد ولد حبيب
خيم الترقب على العاصمة الموريتانية نواكشوط ومدن أخرى دخل البلاد مع إطلالة “سبت جديد” هو الرابع منذ انطلاق احتجاجات الزنوج الموريتانيين ضد الإحصاء الهادف إلى تسجيل الموريتانيين وضبط حالاتهم المدنية ، و لم تخلو الشوارع الرئيسة والساحات العمومية والأسواق من تواجد مكثف لقوى الأمن والحرس تحسبا من وقوع مواجهات مع نشطاء حركة “لا تمس جنسيتي المناهضة للإحصاء.
ولم تشهد المدينة ازدحاما مروريا كعادتها بسبب المخاوف التي سرت من وجود نية لدى المتظاهرين في التصعيد في ما أسموه “سبت الغضب ، واكتفت العديد من سيارات الأجرة بإنزال ركابها لدى دوار مدريد وهو كماشة الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى وسط المدينة وقال احد سائقي الأجرة لصحراء ميديا “لن نخوض مغامرة بالدخول إلى محيط السوق المركزي ولا بالذهاب إلى العيادة المجمعة حفاظا على سلامتنا وصيانة لسيارتنا“.
وانحرف مسار التظاهرات التي جرت الخميس حيث تحول إلى أعمال شغب تخللتها عمليات سلب ونهب لمحلات تجارية وإحراق لسيارات واعتداءات على المارة ، وقال مالك سيارة احترقت بالكامل إنه يتمنى أن تعوض له الدولة ما خسر جراء الاحداث ، واضاف علينا ان نحظى بالحماية لأنفسنا وممتلكاتنا من طرف السلطات وإذا لم يتم ذلك فقد نضطر لحماية أنفسنا“
وتحدث مواطنون عن تقاعس لوحدات الحرس والشرطة لدى إبلاغهم وطلب النجدة من طرف مواطنين في حي المدينة الثالثة وقرب فندق شنقيطي ابالاس وقال احد رجال الحرس لا يمكننا التدخل استجابة لطلب المواطنين وإنما عندما تأتينا الأوامر من قياداتنا العليا
وساد الهدوء الحذر العاصمة نواكشوط مع تسلل خيوط فجر السبت حيث توعد المحتجون باحراق كل ما في طريقهم حتى يتمنوا من الوصول إلى البرلمان لإبلاغ رسالتهم.
وحذر مراقبون من خطورة استمرار الحال على ما هو عليه من عدم حسم للملف الذي يحمل في طياته بذور النزعات العرقية ما يهدد النسيج الوطني ، واتهم احدهم طلب عدم الكشف عن اسمه الموساد الإسرائيلي بالوقوف بتأطير الاحتجاجات وقالت الداخلية الموريتانية إن المتظاهرين يؤطرون من قبل جهات خارجية.
وعادت مسالة الأيادي الخارجية لتطفو على السطح بعد مضي أكثر من شهر على التظاهرات وانتشارها في عدة مدن تسكنها غالبية زنجية و سقوط ضحايا ، ووجه سياسيون موريتانيون أصابع الاتهام إلى جهات تعمل لصلح المخابرات الإسرائيلية يتم تحريك بيادقها من طرف سفارة إسرائيل في احدى الدول الافريقية ، وقال احد هؤلاء ان تحديد يوم السبت تحديدا كيوم احتجاج لحركة لا تمس جنسيتي يشي بوجود علاقة ما على اعتبار ان السبت يوم مقدس لدى اليهود فيه يتخلون عن ملذاتهم فلا يوقدون النار للطهي ولا الإضاءة وفيه طقوس “الهافدالا” ومعناه بالعبرية “التمييز” وهو مشعر يهودي يجري للفصل بين السبت والأحد في الساعات الأخيرة من يوم السبت تعبيرا عن تعظيمه ، ويطلق اليهود على السبت يوم الرب وتراه الديانات الأخرى يوم كفر اليهود وعصيانهم لربهم ، بينما يعتبرونه هم يوم راحة للرب كما يقولون في أسفارهم وهو يمثل بالنسبة لهم رمزا لوحدة الشعب اليهودي، ويربط آخرون بين ضلوع إسرائيل في الأحداث وقطع النظام الموريتاني العلاقات معها ويرى هؤلاء ن الدولة العبرية تسعى الى ان يدفع الرئيس الموريتاني ثمنا باهظا بقطعه العلاقات معها وذلك من خلال إثارة ملف حساس هو الملف العرقي لبلد تتعايش فيه مكونات عرقية مختلفة ويضيف بعد أن فشلت إسرائيل في ملف العبودية هاهي تفتح جبهة أخرى.
فيما يرى ممادو الأمين وصحفي موريتاني متعاطف مع مواقف نشطاء حركة “لا تلمس جنستي” إن الدولة تتحمل المسؤولية كاملة عن ما يجري وهو يعتبر انها قد قصرت فيما يتعلق بشرح أهداف وأبعاد وإجراءات الإحصاء للمواطنين واضاف لمين : لو ان الحكومة نجحت في تمرير خطابها عبر وسائل الاعلام لما كان هنالك سوء فهم ولزالت الغمة التى تعتري البعض حيال العملية.
وتتهم حركة لا تمس جنسيتي النظام الموريتاني بتشكيل لجان مكونة في غالبية طواقهما من العرب ولا يوجد فيها تمثيل معتبر للزنوج وهو ما تنفيه السلطات الموريتانية جملة وتفصيلا ، ويقول نشطاء في الحركة ان الزنوج يتعرضون لاسئلة مذلة من طرف رجال الاحصاء وانهم يطلبون منهم ان يحفظوا ايات من القرءان الكريم ، ويجد البعض في قضية القرءان الكريم دليلا اخر كما يقولون على وجود أياد غير برئية تهدف الى تقسيم الشعب دينيا وهو شعب معروف عنه انه مسلم مائة بالمائة وتسائل احد هؤلاء “وهل يعتبر عيبا أن تسال مسلما في دولة مسلمة عن آيات قرآنية ويضيف ان هذا مما يزيد الشكوك حول الأحداث ومن يقفون خلفها“.