باتت ساحة “بلوكات”؛ وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، جاهزة لاستقبال المتظاهرين الشباب، بعد أن أزالت شركة “بيزورنو” الفرنسية المكلفة بنظافة نواكشوط قطع الأشجار التي رميت في الساحة قبل يومين من موعد “جمعة الغضب” التي دعا لها ناشطو الفيس بووك بعد صلاة الجمعة، في وقت بدأت دائرة دعمهم تتسع في نواكشوط.
“طريق ثوار موريتانيا الجدد مفروش بالأشواك”؛ يقول صحفي موريتاني مخضرم، تعليقا على ما شهدته ساحة التظاهر من رمي لأشجار “لبروسوبس” من جهات لم تحدد، في حين قال ناشطون شباب ان ما حدث هو “بلطجية” على الطريقة المصرية، في ميدان التحرير.
الإجراءات الأمنية في العاصمة نواكشوط أكثر تشديدا اليوم منها في الأسبوع الماضي بسبب القمة الخماسية التي تبحث عن حل لازمة كوت ديفوار، غير ان شبابا من منظمي التظاهرات اكدوا لصحراء ميديا أنهم متأكدون من عدم انتهاج الأمن الموريتاني لسياسة القمع لأن ذلك لن يكون في صالحه، إذ سيزيد من قوة حركتهم ويوسع دائرة الدعم لها. في حين أن الدولة تميل إلى التعامل بلباقة مع مطالب الشباب. خصوصا وأنها أعلنت عن وظائف جديدة وفرص للدعم واتاحة مجال اكبر أمام الشباب.
يقول منظمو التظاهرات وأغلبهم منضوون تحت لواء “شباب 25 فبراير” ان الدعم الشعبي بدأ يزداد لحركتهم، وان الحضور المكثف والمتنوع لوقفة يوم الثلاثاء الثانية من نوعها، كان دليلا على ذلك.
خلال الوقفة الاولى (يوم الجمعة الماضي) بدت المطالب والشعارات غير منسجمة، خصوصا ان بعضهم ينادي بـ”إصلاح النظام” وآخرون ينادون بـ”اسقاط النظام”.
وحمل المتظاهرون يوم الثلاثاء خلال التجمع الذي تم في غياب شبه تام للشرطة لافتات ورددوا شعارات تطالب بمحاربة الفقر والبطالة والتهميش والعبودية والفساد، وأكدوا أن حركتهم شبابية وسلمية وليست حزبية. لتنبه “منسقية شباب 25 فبراير” لاحقا، الرأي العام المحلي على أن “ثمار عملها بدأت تظهر للملأ”، مشيرة إلى أن النظام “شرع في التجاوب مع بعض مطالب المواطنين و النقابات والهيئات المدنية تحت ضغط الحراك الشبابي السلمي”.
وقالت المنسقية؛ في بيان لها إن النظام “تراجع عن بعض مشاريع القوانين الجائرة، كما تم إلغاء بعض القوانين القائمة التي تضررت منها بعض الفئات الفقيرة”، ملاحظة أنه “تم الاتصال ببعض أصحاب المظالم الذين شاركوا في نشاطاتنا ولُُبيت مطالبهم باستعجال كامل”؛ بحسب تعبير البيان.
وقررت مجموعة من أنصار الرئيس محمد ولد عبد العزيز النزول للشارع مساء اليوم الجمعة في “ساحة أبلوكات” وسط العاصمة نواكشوط، في تجمع موازي للمجموعات الشبابية المناوئة، والمطالبة بالاصلاح.
ورغم أن “شباب 25 فبراير” يؤكدون أنهم لا ينتمون إلى أي حزب سياسي أو جهة نقابية، إلا أنه وقبل تظاهرة اليوم الجمعة أعلنت قوى متعددة دعمها للحراك الشبابي الذي يستلهم ماحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن، ومن ضمن تلك الأحزاب: تكتل القوى الديمقراطية، اتحاد قوى التقدم، التجمع الوطني للإصلاح والتنمية(تواصل)، و حزب الوئام، وهي من أبرز أحزاب المعارضة في موريتانيا، وتنظيم “من أجل موريتانيا”، في وقت شهدت مدينتا العيون وكيفه حراكا شبابيا بدا متأثرا بما حدث في نواكشوط.
وخلال تظاهرة الثلاثاء الماضي لوحظ تواجد كبير لناشطين شباب من حزبي التكتل وقوى التقدم، وحضور اقل لشباب حزبي تواصل والتحالف، بينما شوهد احمد صمب ولد عبد الله وهو عضو في السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، ومقرب من رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي، رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير، كما لوحظ وجود بعض من ناشطي الحزب الحاكم.