سيدي الرئيس : قد أفهم أن يرتفع صوت نشاز مبحوح تحت قبة البرلمان الموريتاني ينعق صاحبه رافضا عقد جلسة خاصة لبرلماننا حول المذابح التي يرتكبها معتوه سفاح ضد إخواننا في ليبيا ، لأن لدى صاحب هذا النعيق ما يبرر موقفه البائس ، فموسم الحج إلى خيمة القذافي قد يكون أكثر ازدهارا في هذه الظروف العصيبة ، وصفوف المصلين خلف ” الإمام ” لن تكون مكتملة، وقد يأمر” أبو لهب ” بعد الصلاة “الفاحشة” لكل حاج بمائة بعير كي يحفظ للخيمة هيبتها.
ولا شك أنكم يا سيادة الرئيس تعرفون ما تعنيه المائة بعير لبرلماني مسكين لا يتقاضى مقابل ما يقدمه للوطن والمواطن من كلام فارغ سوى خمسمائة ألف أوقية فقط شهريا ( أرجو أن أكون قد كتبت المبلغ بالشكل الصحيح ، فلم أتعود على كتابة هذا الكم من المبالغ خاصة عندما يكون شهريا ) ، ثم إنني يا سيدي لا أهتم لتخريف هذا البرلماني الذي لا يمثلني قطعا وليس مدينا لي بشيء ، لكن الأمر يختلف بالنسبة لكم يا سيادة الرئيس ، فأنتم مدينون لي ولغيري من الفقراء بالكثير
.
لقد كان لي يا سيدي آمال كثيرة في هذا الوطن وكنت قد يئست من تحقيقها منذ زمن بعيد ثم دفنتها في رماله لسنين طويلة كنت أسقيها بعرق الكد والمعاناة كل يوم عل معجزة تجيء ذات يوم فتنبت تلك الآمال من جديد ، ويوم أعلنتم أنكم جئتم لتحقيق أحلام الفقراء مثلي استبشرت خيرا بكل الوعود التي قطعتموها بأن كل أحلامي ستتحقق ، فقد كنت ومثلي كثيرون بحاجة إلى من يساعدنا على إطفاء نار الأسعار الملتهبة التي أثقل وقعها كاهل كل واحد منا ، لكن الأسعار يا سيدي لم تنخفض إلا لترتفع حتى تلامس عنان السماء عكس ما وعدتم ، وقد وعدتنا بالسكن اللائق ولازال الكثير منا يلتحف السماء ويفترش الأرض ، كما أنك وعدتنا أيضا بفتح عظيم في معركة ضد الفساد والمفسدين فأمددناك بما نملك من أسلحة ( بأصواتنا ) ، لكننا لا نرى اليوم سوى أن عود الفساد قد اشتد ، وما زال المفسدون يحولون عرقنا ومعاناتنا إلى أرصدة في حساباتهم ، كل ذلك ونحن يواسي بعضنا بعضا ، لما أصبح عليه حالنا من بؤس دون أن نرى أثرا للحرب التي أعلنتموها .
سيدي الرئيس : كنا إلى الأمس نتحمل خيبة أملنا في تحقيق الأحلام التي وعدتمونا بها ، لأننا تعودنا الصبر على الوعود الكاذبة ممن سبقوكم ولم يكن بيننا وبينهم أي عقد ، لكننا اليوم يا سيدي لم يعد باستطاعتنا الصبر ونحن نقرأ في وسائل الإعلام أن رئيسنا الذي انتخبناه وفوضناه كل شيء ، يتصل بمعتوه سفاح يذبح بدم بارد أبناء شعبه ليشاركه رقصته المجنونة ، فلئن كان الخبر صحيحا فإنك يا سيادة الرئيس قد أحنيت رؤوسنا التي ظلت دائما مرفوعة بالرغم من أن ظهورنا احدودبت لثقل ما حملت من أعباء ، ولأنكم سيدي تتكلمون باسمنا بحكم العقد الذي بيننا فإننا نأمل ألا تظلوا على صمتكم وتقولوا أي شيء عما يحدث ، علنا نحلم بان رئيسنا يختلف عن بقية الرؤساء المهددين بغضب شعوبهم والذين سيلعنهم التاريخ على سكوتهم ويلعنهم الأحرار يوم يصيحون في وجوههم : ” الشعب يريد إسقاط النظام ” ، ونحن يا سيدي الرئيس نريدكم أن تتكلموا قبل أن نصيح : ” الشعب يريد استرجاع أصواته ” . وذلك اضعف مطلب ….
محمد فال ولد القاضي
TEL: 22 21 37 76