نواكشوطـ محمد ناجي ولد أحمدو
دخلت عبارة “البلطجية” للتداول في القاموس الموريتاني من بابه الواسع، ففي تظاهرات الجمعة الشبابية في نواكشوط، أطلق المتظاهرون العبارة على عناصر كانت تتعمد إثارة الشغب في تظاهراتهم.
وفي حادث طريف، قامت مجموعة من النساء في مقاطعة عرفات جنوب العاصمة الموريتانية نواكشوط، بمهاجمة رجل طلق زوجته، مستخدمات أظافرهن وما تيسر من الأسلحة، لثنيه عن طلاق صديقتهن .
وقال الضحية إن مجموعة النساء هن من أقارب وصديقات مطلقته، وأنهن اعترضنه في أحد الشوارع وقمن بحثو التراب على ملابسه كما تعرضن له بعبارات نابية، مضيفا أن ما تعرض له هو “بلطجية”، ولكنها “لن تجعلني أتراجع عن الطلاق”.
وفي لغة التداول الشبابية، باتت عبارة “بلطجي” ذات مدلول خاص، حيث يداعب الزملاء بعضهم بالعبارة، وليس من المستبعد في مجتمع يطبعه التأثر بما يجري حوله، أن تطلق في القريب على نوع فاره من الأزياء الموريتانية، يعلق أحدهم.
عبارة “البلطجية” التي انتشرت بشكل واسع، بعد اقتحام الجمالة والخيالة ميدان التحرير في وسط القاهرة الشهر الماضي، لتفريق المتظاهرين المطالبين بسقوط النظام، زميلة لعشرات العبارات المستوردة، التي غدت جزء من القاموس الموريتاني.
فقبل سنوات، وفي أوج الحملة الأمريكية على العراق، أطلق الوسط الصحفي الموريتاني، عبارة البشمركة على “صحفيي الحقائب”، ومن المعلوم أن البشمركة هم الجناح العسكري لحزب الاتحاد الكردستاني، وتحمل العبارة مدلولا مشرفا في اللغة الكردية.
العبارة الأخيرة تسربت إلى حوار جمع الرئيس محمد ولد عبد العزيز مع صحفيين موريتانيين، حيث حمل أحد الصحفيين على من سماهم البشمركة، وعند نشر تفاصيل اللقاء، ورغم أن الرئيس لم يتلفظ بالعبارة، كتب أحد المثقفين الأكراد مقالا يوضح فيه الصورة، ويقول إن أي إساءة للبشمركة هي إساءة لـ 20 مليون كردي، حمل قضيتهم البشمركة، وقاتلوا عنهم طويلا.
الصحفيون الموريتانيون اعتذروا لزميلهم الكردي عن هفوة لسان الصحفي، الذي حمل على البشمركة أمام الرئيس، وأكدوا احترامهم للشعب الكردي الذي أنجب رجالا من أمثال صلاح الدين الأيوبي، غير أن العبارة ما زالت تستخدم في قاموس التداول الصحفي، خصوصا في المجالس الخاصة.
كما أن عبارات من قبيل “افهمتكم.. افهمتكم” التي أوردها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وجدت طريقها للتداول، بل إنه في الأسواق الموريتانية عرض باعة الدراريع، الزي الرجالي الموريتاني، دراعة باسم “زنقه.. زنقه” في إحالة إلى خطاب القذافي الشهير.. وكان الموريتانيون لقبوا نوعا من الدراريع قبل سنتين، وتزامنا مع زيارة الرجل لهم، باسم القذافي، وكانت ذات ألوان زاهية مثل ملابسه.