فلا توقدوا جمر الأراجيلِ إنَّما ـ ـ ـ فؤادي بهذا الشوق نار جهنم
ثلاثٌ وستون اكتويْتُ بنارها ـ ـ ـ فلَمْ يبقَ مني غير قلبٍ محطَّمِ
يُسائِلني الأطفال عن سفْحِ قريتي ـ ـ ـ وعن كَرْمنا الباكي ومعنى التشرذم
وأوصيهمُ عمري بمفتاح بيتنا ـ ـ ـ فلابُدَّ يوما مِنْ رجوع مُكَرَّمِ
إذا سبحتْ فيروز في الغَيْبِ حاصَرتْ ـ ـ ـ عقودا من الحرمان في رحلة الدم
إلى حيِّنا يوما سنرجع يا فتى ـ ـ ـ ونكتب للزيتون في كل موسم
أنا قصة النزف القديمِ أنا الأسى ـ ـ ـ أنا شعلة الإيمان والصبرِ فافهم
بكيتُ فلسطينا وما أكثر البكا ـ ـ ـ وما أكثر الإخوان عند التكلم
يسائلني الساقي أتشرب قهوة؟ ـ ـ ـ فجئني بها كالعمر خلطة علقم
ويمتلأ المقهى دخانا فلا أرى ـ ـ ـ سوى لوحة الأقصى وسورة مريم
وتُرجعني الذكرى لآخر ليلةٍ ـ ـ ـ رأيتُ بها جدِّي من القصف يحتمي
وأسأل نفسي عن سعيدٍ صويحبي ـ ـ ـ وعن ظبية الجيران ساحرة الفمِ
ترى هل نسوني ؟ كيف سارت حياتهم ؟ ـ ـ ـ لرُبَّ شجار بيننا وتَنَدُّمِ
تمر الليالي والحنين رفيقنا ـ ـ ـ ولا أحدٌ يدري بهذا المُتيَّم
وقالوا صلاح الدين عاد مُرابطا ـ ـ ـ لكل ميادين التحرر ينتمي
يبث رجالا في العواصم كلها ـ ـ ـ تُكسِّر قيد الظلم عن كل معصم
إذا ما اشتكت في الأسرِ حرَّةُ قومها ـ ـ ـ أجاب نداء الصابرات المُصَمِّمِ
يقول لي الأقصى أحقا رجوعه ـ ـ ـ فقلتُ صلاح الدين شعبي ومُلْهِمي
فرَدَّ ودمع العين تجري بحُرْقَةٍ ـ ـ ـ ألا حَيِّ ذاك الشعب عني وسَلِّمِ
الشيخ ولد بلعمش