وتأتي هذه المحاضرة لتسليط الضوءعلى العطاءات والمساهمات الكبرى للمرأة في الحقل الأدبي بكل من موريتانيا والمغرب؛ كما يقول الدكتور محمد القادري مدير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط.
وقد ركزت تربة منت عمار على نموذجين نسائيين مبدعين في مجال الكتابة النسائية الموريتانية المغربية هما كل من باته منت البراء وفاطمة المرنيسي مع عدم إغفال العديد من اللواتي أبدعن في مجالات معرفية أخرى.
وتقول منت عمار ان المراة في كل من البلدين شكلت قلعة من قلاع الأدب المعاصر بشقيه الشعري والسردي متقاسمتان الحرمان ومسجلتان معانات المرأة المغاربية بين اسطر الشعر تارة والسرد تارة أخرى فكان “التبراع” ملحمة وجدانية بكاملها انبثقت من التلال الشنقيطية وتحت الخيام المضروب.
أما الفاسيات يقول الدكتور قادري في بداية تقديمه للمحاضرة فكن ثورة أدبية أنتجتها الذهنية النسوية في العاصمة الادريسية فاس، فشكلت التجربتان إرهاصات أولية أنتجت جيلا يتوحد في القضية الجوهرية ويختلف في الخصوصيات الجزئية.
تربة منت عمار تحدثت في عرضها عن تاريخ ظهور الكتابة السردية عند المرأتين المغربية والموريتانية وتطرقت لإشكالية التسمية، كما تناولت بعض نماذج المرأة المبدعة في المغرب وموريتانيا من خلال النصوص السردية والشعرية وأشادت بما أنتجته المرأة منذ كتاباتها الأولى وحتى اليوم في كلا البلدين حيث ترجع النصوص النسائية الأولى في موريتانيا الى سنة 1978 كما شكل إنتاج المرأة المغربية حوالي 10%من كتاب الرواية ،بل انها تفوقت في مجال الإبداع القصص معتبرة ان فترة التسعينيات شكلت طفرة حقيقية في هذا المجال.
اما امينة منت اعلي سالم فقد قالت بان المجتمع القديم لم يترك المجال للمرأة المبدعة كي تعبر عن نفسها فغلب الرثاء على انتاجها ،مستشهدة بشعر الخنساء،وقالت منت اسلم ان المراة في موريتانيا والمغربيان تتحدان في الخطاب الشعري من حيث التركيز على قضية الامة العربية واستخدام رمزية بغداد كعاصمة للخلافة الإسلامية ،كما اضافت ان هم المراة العربية ظل دائما محصورا في محاولة تحدي القوانين الاجتماعي من اجل انتاج الشعر الذي ظل صنيعة رجالية بامتياز .