نواكشوط – الربيع ولد ادوم
ندد حقوقيون موريتانيون بالوضعية السيئة التي يعيشها “المجانين” و”المحكوم عليهم بالإعدام” في موريتانيا نظرا لكونهم شرائح ضعيفة من بين انواع المساجين في العالم، ويلزم إعطاؤهم عناية خاصة في الدول التي لا تطبق الإعدام فعليا وتحكم به كموريتانيا.
وتقول الناشطة الحقوقية آمنة بنت المختار إن عقوبة الإعدام لا تحقق هدفا ملموسا، وانه يلزم إلغاؤها نهائيا في موريتانيا، فيما يقول المحامي سيدي المختار إن أحكام الإعدام لم تعد مطبقة فعليا منذ التسعينات.
ويؤكد بعض السجناء المحكومين بالإعدام في موريتانيا أنهم يرغبون في التواصل مع العالم الخارجي والحصول على استشارات نفسية تساعدهم على تقبل الإحكام كواقع يقضي ببقائهم في السجن حتى نهاية العمر.. وأعرب بعض السجناء لصحراء ميديا عن رغبتهم في شغل أنفسهم بأي شيء لأنهم “يعتبرون أنفسهم في عداد الموتى”.
وقال تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن 37 سجيناً يخضعون لأحكام بالإعدام صدرت بحقهم فيما سبق، ويحتجزون سوية مع سجناء آخرين في ستة سجون بينها سجنا «دار النعيم» و«نواذيبو».
وادعى عدد من هؤلاء أن محاكماتهم كانت جائرة، مؤكدين أنه لم يسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم بصورة سليمة، أو أن الأحكام صدرت بحقهم دون إتاحة الفرصة لهم لاستشارة محام.
وزعم أحد السجناء أنه حُكم عليه بالإعدام استناداً إلى اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب لا غير.. وادعى آخر أن الحكم صدر بحقه بعد إجباره على توقيع إفادة لدى الشرطة كتبت بلغة لم يستطع قراءتها.
وحسب نفس التقرير أكد مسؤولون عن السجون أن سجني «دار نعيم» و«نواذيبو» لا يلبيان متطلبات المعايير الوطنية للسجون.. كما شددوا، بصورة خاصة، على عدم كفاية نظام الصرف الصحي وعلى ارتفاع معدلات الرطوبة، وغياب التهوية في الزنازين..
وكشف التقرير أن 30 سجيناً يعانون من “لوثات عقلية” يتجولون حول الزنازين دون رعاية صحية في سجن «دار النعيم». واشتكى معتقلون في سجني «نواذيبو» و«دار النعيم» وسجن نواكشوط المدني بشأن ما يتعرضون له من معاملة وحشية وعقوبات بدنية.. حيث تعرض السجناء بصورة منتظمة للضرب على أيدي الحراس كلما طلبوا رؤية مدير السجن أو تلقي العلاج الطبي.