نواكشوط ـ الربيع ولد إدومو
أكد مصدر أمني لصحراء ميديا أن حراكا اجتماعيا “ملفتا للإنتباه” يحدث في سجن نواكشوط المركزي الذي تعتقل فيه السلطات قرابة خمسين سلفيا متهمين بإنشاء جمعيات أشرار وخلايا إرهابية وحمل السلاح ضد الجمهورية..
وقال المصدر الأمني؛ القريب من ملف الإرهاب إن معلومات أكيدة أشارت إلى تقدم ثلاثة متهمين سلفيين لخطبة فتيات من أوساط متدينة خلال الشهرين الماضيين ونيتهم الجادة في الزواج.
وأفادت نفس التأكيدات أن المتهم المحكوم عليه بإعدامين سيدي ولد سيدينا أكمل مراسيم زواجه من فتاة سلفية من سكان العاصمة نواكشوط، قبل شهرين من الآن، وان هذا الزواج تم بعد الحكم عليه بالإعدام على خلفية المشاركة في قتل أربعة سياح فرنسيين قرب مدينة ألاك نهاية عام 2007.
وأضاف المصدر أن “أفراح السلفيين” لم تتوقف عند هذا.. فقبل شهر من الآن تلقى المتهم في ملف قتل الفرنسيين والمحكوم عليه بالاعدم ايضا معروف ولد الهيبة خبرا بأنه رزق بطفل من زوجته وأم طفلته الأولى”..
ويقول المصدر الأمني إن هذه المعلومات تؤخذ بجدية بالغة “لأنها ترتبط بأشخاص تعتقد الدولة أنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي نظرا لارتباطهم بشبكات الإرهاب”.. ويضيف “قد تكون قضية إنجاب معروف لد الهيبة لطفل وهو في السجن دليل على قضية الحفاظ على حقوق السجناء في موريتانيا بما في ذلك حق الزيارة الخاصة حيث يمكن لزوجاتهم الالتحاق بهم في الزنازين.. لكننا لا نهمل زواج متهمين سلفيين داخل السجن ولا خارجه ونهتم بتفاصيل هذا الزواج وكيف تم ومن وراءه ومن موله إذا كانت قد انفقت فيه أموال ذات قيمة..).
وتفيد معلومات خاصة أن الأمن المركزي وخاصة مكتب التحقيقات في قضايا الإرهاب يهتم أكثر بزيجات 35 متهما سلفيا أطلقت السلطات الموريتانية سراحهم في إطار عفو أصدره الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بمناسبة عيد الفطر المبارك الأخير، حيث تعتبر عناصر بارزة في إدارة الأمن أن الحراك الاجتماعي للمتهمين السلفيين، وكل الذين لهم علاقة بالملف، سواء تعلق الأمر بالمسجونين أو من هم خارج السجن، يعتبر مهما من الناحية لأمنية، خاصة بعد أن كشفت التحقيقات منذ 2005 أن زوجات سلفيين بارزين كن ضالعات في لعب دور الوساطة بين أزواجهم ومسلحين في الصحراء، أو توفير مساعدة لوجستية لأزواجهم، وفي بعض الحالات التستر على أعمال إرهابية كن على علم بتفاصإلها.
ويقول مصدر من داخل سجن نواكشوط إن السلفي سيدي ولد سيدينا ابلغ الحقوقيين في بعثة منظمة العفو الدولية، التي زار وفد منها موريتانيا في الآونة الأخيرة، انه “مستاء جدا” لأنه تزوج منذ فترة ولم يحظ بلقاء زوجته.. وان هذا “أمر سيئ ويتنافى حتى مع شريعة الطاغوت التي يتبناها النظام الموريتاني”.. ونقل نفس المصدر أن “معروف ولد الهيبة لم ير مولوده الجديد، وانه أبلغ إدارة السجن برغبته في ذلك”.