نواكشوط – عبد الله اتفغ المختار
عبد الصمد بائع جديد لبطاقات تزويد الهاتف النقال، إلى جانب تحويل الرصيد للزبناء في فترات عدم إعلان شرائك الاتصال عن زيادة مائة في المائة..
يتأبط مُكبر صوت صغير، يكرر بصوت مبحوح عبارات “بيع كرتات ..تحويل الرصيد..”، ولا يختلف عن باقي نظرائه من محترفي تجارة “بيع الرصيد” إلا بكونه حديث عهد بحقل مثمر، وخطير في آن واحد.
الشاب عبد الصمد لم ينج من طريقة تلصص جديدة أبتكرها محترفو السرقة في ما بات يعرف بسوق (نقطة ساخنة) الواقع قبالة البوابة الرئيسية للجامع الكبير المعروف ب”مسجد السعودية”، وسط العاصمة نواكشوط، وهي طريقة (1زايد1) التي تحتاج شخصين لتنفيذها كالتالي:
يطلب أحد اللصين – في غياب الثاني – من البائع أن يحول له رصيدا معينا إلى رقم شخص غائب، ومهمة اللص الأولى هي تتبع أنامل البائع لحظة ضغطه على أزرار مفتاح تحويل الرصيد (كود) وعليه أن يطلب منه تحويل مبلغ آخر لرقم آخر، إلى أن يتأكد اللص من معرفة (الكود) ثم يقتفي تحركات الضحية حتى يتأكد من أنه لا يستعمل غير الهاتف ذاته، الذي يجب أن يتأكد من نوعيته وهل هناك ما يميزه؟.. جديد أم قديم؟
في المرحلة اللاحقة يعود اللص الأول إلى زميله بكل المعطيات، لكي يتسنى لهما توفير جهاز هاتف بنفس مواصفات هاتف الضحية، بعدها يعود اللص الثاني إلى الضحية طالبا منه تحويل مبلغ من الرصيد لرقم غائب أيضا، يتعثر اللص في تذكر الرقم، فيطلب من البائع أن يناوله هاتفه ليسهل عليه تذكر الرقم بكتابته في الهاتف، وبسرعة خارقة يعيد اللص للضحية هاتفا مشابها لهاتفه، بعد أن كان قد جهز فيه نفس الخطوات التي قام بها الضحية مع الرقم المطلوب، بعدها يُدخل البائعُ (الكود ذاته) وهو نفسه (كود) التحويل في الهاتف اللص، مع التذكير بان هاتف اللص به رصيد كاف للمبلغ المراد تحويله..
ولأن الرقم الذي حُولَ إليه المبلغ غائب، فإن الإشارة الصوتية لوصول الرصيد أيضا غير مطلوبة، مما يوهم الضحية بأن العملية تجري بثقة متبادلة، إذ لا يُراجع اللصُ البائعَ إن كان الرصيد وصل أم لم يصل؟.
أهمية معرفة اللصين لـ(كود) تحويل رصيد الضحية بالغة جدا، إذ تمكنهما من تحويل الرصيد من هاتف الضحية – فور اختفائهما – في الوجهات التي يريدون تحويله إليها وبسرعة، في انتظار أن يكتشف الضحية أن الهاتف الذي بيده ليس هاتفه الذي يحتوي على الملايين من الرصيد، وقبل أن يتتبع الإجراءات القانونية لاستعادة ما سُرق منه.
“إنها طريقة جديدة لسرقة رصيد الباعة.. أذكرها لكم كي يتعظ إخواني الباعة و يأخذوا الحيطة و الحذر”؛ يقول الضحية عبد الصمد، في لقاء مع (صحراء ميديا) بينما يقول آخرون في هذه “النقطة الساخنة” إن طرقا وحيلا تقليدية أخرى ما زالت تنطلي على المغفلين، وخاصة خارج النقطة، ومنها أن يبعث لك لصُ رسالة قصيرة (ميساج) يفيد بتحويل رصيد معقول من هاتفه إلى هاتفك، و بعد دقائق يتصل بك اللص ليبلغك بأنه حول الرصيد إليك بالخطأ، و يطلب أن ترجع الرصيد له مجدداً، في الوقت الذي أعاد توجيه رسالة تحويل الشركة إليك، بمعطيات رصيد سبق وأن وصله على هاتفه، لكن اكتشاف هذه الحيلة بسيط جدا، حيث لن يزيد مجموع رصيدك عما كان عليه.
وفي كل الأحوال ينصح “خبراءُ النقطة الساخنة” الباعةَ المتجولين وحتى الثابتين بتغيير (كود) تحويل الرصيد لديهم بصورة دورية، وأن يكون الكود بثمانية أرقام، وهو أمر متاح لدى بعض شركات الاتصال مثل (موريتل) ويشددون على عدم تسليم البائع هاتفه للزبون تحت أي ظرف.. ويذهب بعضهم على أن الأسلم هو أن يكتب الزبون وبخط يده رقم الهاتف الذي يرغب في تحويل الرصيد إليه، حسما لأي جدل لاحق..هذا لتفادي “العملية” التي راح ضحيتها عبد الصمد المسكين.
أما في حال تحويل رصيد “مزعوم” من هاتف لص إلى هاتفك، فأنت أمام أمرين: إما أن يكون اشتراكك بنظام الفاتورة، فتأكد تماماً بأنه لا يستطيع أي شخص تحويل الرصيد لك. وإما أن يكون اشتراكك من النوع العادي (كارت) فعليك أن تتأكد هل زاد رصيد هاتفك، قبل أن ترد للمتصل رصيده.