اختتم اليوم بمدينة (كولخ) في السنغال الأسبوع الاحتجاجي الإقليمي، ضد سوسرا الذي نظمه أئمة وعلماء من نيجيريا وموريتانيا وغامبيا والنيجر ومالي ومن شتى مناطق السنغال.
وأكد المشاركون في الأسبوع “مناشدتهم للحكومات الإسلامية والمنظمات الدولية الحكومية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، وقادة الرأي والإعلاميين، وخطباء المساجد وعامة المسلمين أفراداً وجماعات، بالتصدي لظاهرة منع المآذن” والتي بدأت من سويسرا، بحسب بيان قرأه الشيخ محمد مامون إبراهيم نياس رئيس حزب (التجمع من أجل الشعب) ونائب رئيس مجلس الشيوخ في السنغال.
وشدد البيان – الذي حصلت (صحراء ميديا) على نسخة منه على حث “المسلمين في أوربا عامة وفي سويسرا خاصة بالتعبير عن قيم الإسلام الفاضلة من خلال تمثيلهم لتلك القيم بسلوكهم الحضاري، والتعاون والتعايش مع الأغلبية في مجتمعاتهم، وتمثيل الإسلام بأبلغ أساليب الدعوة العملية”.
يذكر أن أسبوع الاحتجاج المختتم اليوم الأربعاء قد التأم في داكار برعاية (جمعية أنصار الدين) التي أسسها الشيخ الحاج إبراهيم نياس للدعوة إلى الله،وذالك قبل سبعين عاما لمؤازرة الدين الإسلامي والدفاع عن حرماته.
وهذا نص البيان
بيان حول حظر بناء
قال تعالى: {…وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً …}الحج40.
إن أئمة المساجد والعلماء المجتمعين في هذا الأسبوع الاحتجاجي والقادمين من نايجريا وموريتانيا وغامبيا والنيجر ومالي ومن شتى مناطق السنغال والمنضوين تحت راية جمعية أنصار الدين التي أسسها شيخ الإسلام الحاج إبراهيم نياس للدعوة إلى الله قبل سبعين عاما لمؤازرة الدين الاسلامي والدفاع عن حرماته:
-بعد أن تابعوا في الأيام الماضية ما حدث في سويسرا من تعبئة للرأي العام أدت إلى استفتاء على تعديل في الدستور قضى بمنع بناء مآذن جديدة لأيِّ مسجد هناك.
– ونظرا لأن هذه المآذن ليس لها مدلول سياسي، ولكنّها مظهر عمرانيُّ لمكان عبادة المسلمين.
– وبما أنما حدث في سويسرا ليس بالأمر العارض ولكنه جزء من ظاهرة تجلَّت في الرسوم الكاركتيرية بالدنمارك ، ونزع حجاب الطالبات في فرنسا مما يعد امتداداً لسلسلة أعقبت إعلان الحرب الصليبية على الإسلام منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
-وبالنظر إلى أن جماعات ذات توجُّهات معادية للإسلام والمسلمين هي التي تحرك الرأي العام الغربي وتسوق العامة هناك نحو اتخاذ مواقف مماثلة لما حدث في سويسرا.
– وتأسيا بالوسطية المعتدلة التي أبانها شيخ الإسلام الحاج إبراهيم نياس رضي الله عنه في رسائله ومواقفه:
يؤكـــــدون:
1) أنما حدث ليس من مصلحة المجتمع الإنساني في شيء؛ لأنَّ فيه عدم اعتراف بالآخر وانتهاك لحريته في الاعتقاد ، وعودة لعصر الاضطهاد الديني كما أنه يثير الكراهية والعنصرية الدينية ضد الأقليات المسلمة في أوربا؛ مما قد يفتح أبواب التطرف عدا كونه يشكل انتهاكاً للقيم الإنسانية التي تزعم الحضارة الأوربية الالتزام بها مثل الحرية والعدل والمساواة والإخاء الإنساني.
2) أنما حدث يعتبر إخلالاً بالعهود والمواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان وهو فوق ذلك انتهاك للدساتير والمواثيق الأوربية والميثاق الأوربي لحقوق الإنسان خاصة.
3) بما أن الإنسان يصدر عن أصل واحد وله ضرورات حياتية واحدة هي الدين ـ وحق الحياة ـ وحق صون الذات والكرامة الإنسانية ـ وحق حرية الاعتقاد والفكر والتعبير، والنسب وحق والتملك؛ فلم يكن مستغرباً أن تتحرك الفطرة السليمة وتفصح عن نفسها من خلال ردود أفعال من قطاعات واسعة من المجتمع الأوربي تستنكر ما حدث، وقد شمل ذلك منظمات حكومية ودولية، ومنظمات المجتمع المدني الأوربي وغيرها.
4) أنَ ظاهرة العداء التي يضمرها البعض للأقليات المسلمة في أوربا تقتضي النظر إليها بموضوعية من قبل المجتمعات الأوربية على اختلاف ثقافاتها ومعتقداتها ؛لأن من مصلحة الإنسانية التعايش السلمي بين حضاراتها وثقافاتها، وقبول التنوع بوصفه حقيقةً لا مفر منها.
5) أنه من الأجدى للمجتمع السويسري وغيره من المجتمعات الأوربية أن يراعوا أولاً عهودهم ومواثيقهم التي تدعوهم إلى الحفاظ على قيم التعايش مع الآخر وإتاحة الحريَّات وبخاصة حريّة التعبير عن الشعائر التعبدية للجميع، وأن لا ينسوا- في ظلِّ تنامي الاعتماد المتبادل بين الأمم والشعوب- أنَّ ثمة مصالح مشتركة بينهم وبين أمم العالم الإسلامي وشعوبه؛ وقد يؤدي مثل ما حدث هذا إلى تقويضها.
6) أن تعامل المسلمين مع هذه الواقعة، أو الظاهرة في مجملها يجب أن يكون الإصلاح ما استطاعوا، ولا يجب أن ينسيهم ما جرى للأقلية المسلمة في سويسرا الصدع بقيم الإسلام الذي يدعو إلى الوحدة لا إلى التفرق، ويدعو إلى التعايش لا إلى الإقصاء، ويدعو إلى الإحسان لا إلى الإساءة للآخرين، ويدعو إلى اللين والرفق في القول لا إلى التعنيف والتشاكس، ويدعو إلى التكافل والتعاضد لا إلى التنازع والتناحر، وذلك يقتضي من المسلمين في بلاد الإسلام كافة، أن يقدموا النموذج الأمثل لقيم دينهم من خلال الإحسان إلى الذين يلونهم من غير المسلمين، فالدين المعاملة.
7) أن التصدي الفكري – من خلال أطروحات علمية لبيان حقيقة الإسلام ونفي ما يلحق به من تشويه بين حين وآخر- يعدُّ أمراً ضرورياً ولازماً ؛ حمايةً للإسلام من كيد أعدائه وجهل بعض أبنائه.
9) مناشدتهم للحكومات الإسلامية والمنظمات الدولية الحكومية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، وقادة الرأي والإعلاميين، وخطباء المساجد وعامة المسلمين أفراداً وجماعات، بالتصدي لهذه الظاهرة المتكررة، بما يناسب آثارها الضارة ويحتويها بالوسائل المشروعة.
10) مناشدتهم للمسلمين في أوربا عامة وفي سويسرا خاصة بالتعبير عن قيم الإسلام الفاضلة من خلال تمثيلهم لتلك القيم بسلوكهم الحضاري، والتعاون والتعايش مع الأغلبية في مجتمعاتهم، وتمثيل الإسلام بأبلغ أساليب الدعوة العملية.
(… وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ).
حرر في مدينة في:
7/محرم/1431هـ”