أشاد بأبطال المقاومة وببناة الدولة…وأعرب عن استعداده لحوار صريح مع المعارضة
أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن رحلات “الموريتانية للطيران” الداخلية والخارجية ستنطلق قبل نهاية السنة الجارية، مشيرا إلى أن شركة النقل العمومي بدأت مزاولة أنشطتها علي مستوى نواكشوط ونواذيبو.
وقال ولد عبد العزيز في خطاب موجه إلى الشعب عبر وشائل الاعلام الرسمية مساء اليوم السبت إنه قد تقرر تحويل المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية في نواكشوط إلى جامعة في مطلع العام الدراسي المقبل. مؤكدا أن مشاريع بناء قصر للثقافة وملعبين أولمبيين في نواكشوط ونواذيبو وقاعة لمختلف الرياضات، توجد قيد الدراسة.
وفي مستهل خطابه أشاده ولد عبد العزيز بأبطال المقاومة ضد المستعمر الفرنسي، وقال:” لا يمكننا في هذا اليوم إلا أن نتذكر بإجلال أبطال المقاومة الذي ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير الوطن”.
وأشاد كذلك بـ”وكل من سقطوا في ساحة العز والشرف من ضباط وضباط صف وجنود دفاعا عن أمن البلاد واستقرارها”. حسب تعبيره.
كما أعرب عن خالص الامتنان لـ”جميع من أسهموا في صنع هذا الحدث التاريخي المبارك”، مشيدا بما بذلوه من “جهود خيرة في سبيل الارتقاء بهذه الأمة المجيدة إلى ما تنعم به اليوم من حرية وكرامة”.
وفي السياق السياسي أعرب الرئيس ولد عبد العزيز عن تمام استعداده لفتح “حوار صريح” مع أحزاب المعارضة ، ودعاها للإسهام بصورة جادة في عملية البناء الوطني “بما يخدم المصالح العليا للبلاد ويحقق مستقبلا زاهرا لشعبنا” حسب تعبيره.
وقال :”إننا نسهر أيضا على ترسيخ الديمقراطية باعتبارها أنجع وأضمن وسيلة للحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعيين وتحقيق التقدم والرفاهية لشعبنا، متشبثين بروح الانفتاح والتشاور في علاقاتنا مع جميع القوى السياسية الوطنية”.
واشار الرئيس إلى أن موريتانيا حصلت على الاستقلال في ظروف بالغة الصعوبة بدأت فيها مسيرتها التنموية تقريبا من نقطة الصفر بالمقارنة مع نظيراتها من المستعمرات السابقة. ومع ذلك استطاعت أن تخطو خطوات شجاعة نحو تأسيس معالم دولة عصرية تحظى باحترام وتقدير كبيرين عبر العالم. وكانت جميع المؤشرات توحي بأن موريتانيا الفتية قادرة على المضي قدما واللحاق بمصاف الأمم المتقدمة، بعون الله ثم بجهود أبنائها البررة.
وأضاف :”لكن هذه الآمال ما لبثت أن تبددت بفعل العديد من العوامل السلبية الداخلية والخارجية وفي طليعتها انعدام رؤية سياسية واقتصادية واضحة واللامبالاة بالشأن العام وظاهرة الفساد والتبذير وسوء التسيير التي أضحت سائدة لدى بعض أفراد المجتمع. فمن غير المعقول، بعد مضي نصف قرن من الزمن، أن تكون بلادنا على هذا المستوى الضئيل من النمو وقد أنعم الله عليها بخيرات هائلة من ثروات برية وبحرية واستفادت من قروض وهبات جد معتبرة كانت تكفي لو أحسن استغلالها لتأمين ظروف أفضل لمواطنينا الذين كان عددهم أقل من ثلاثة ملايين نسمة”. حسب تعبيره.
وقال إن حكومته بادرت باتخاذ ما يلزم من تدابير صارمة لضمان تسيير موارد الدولة وممتلكاتها تسييرا محكما وشفافا وأمرنا بمحاسبة مرتكبي جرائم اختلاس الأموال العمومية والرشوة وغيرها من التصرفات الشاذة الغريبة على تقاليد مجتمعنا المسلم.
وقال:”واليوم بدأ بريق أمل يلوح في الأفق بأن أخلاقيات الحياة العامة تسير في الاتجاه الصحيح، لكن الطريق إلى تغيير العقليات السائدة لا يزال طويلا وشاقا ويتطلب تحقيقه إسهام الجميع. لقد مكنت سياسة الصرامة في تسيير المال العام من إنجاز العديد من المشاريع التنموية الهامة من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها من البنى التحتية الحيوية في ظرف زمني وجيز”.
وبخصوص وضعية القوات المسلحة قال ولد عبد العزيزإنه قبل أقل من سنتين كانت “لا تمتلك إلا كميات ضئيلة من العتاد الحربي والمعدات اللوجستية والفنية” ومن أجل معالجة هذا الوضع الخطير، بادروا بإعادة تنظيم الوحدات ونشرها في أماكن لم يسبق أن تواجدت فيها وإقامة قواعد عسكرية جديدة، “مما مكن من السيطرة على جميع الحدود”. يقول ولد عبد العزيز.
ويضيف:”كما قمنا بشراء كميات معتبرة من الأسلحة والسيارات والطائرات التي سمحت بتعزيز قدرتنا الميدانية كما أثبتت ذلك نتائج العمليات الأخيرة ضد العصابات الإرهابية الإجرامية. وستظل هذه القوات على استعداد دائم للدفاع عن سيادة وحرمة أراضينا وأمن جميع من فيها من المواطنين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة”.
وأشار ولد عبد العزيز إلى أنه تم في هذه السنة وحدها ضبط ما يزيد على 10 أطنان من مختلف أنواع المخدرات وإحالة 274 مهربا إلى العدالة