مع صادق المودّة وفائق التقدير
يا بحـرَ علـمٍ في كريـمِ إهـابِ
وإمــامَ حـقٍّ ساطـعٍ وكتـابِ
أبّـاهُ عبدُ اللهِ شيـخُ شيوخنــا
في أرضِ شنقيـطٍ وأُسْدِ الغـابِ
قـد قُلتَ للقرنـي كلامـاً جامعـاً
فيـه البلاغـةُ من عميقِ جِـرابِ
وأجبتـهُ شعـراً بليغـاً رائقــاً
لتصحّـح المفهـومَ غيرَ مُحابـي
وهو المجلّي في المحافـلِ حافـظٌ
لمتـونِ فقـهٍ مبـدعٍ وخطــابِ
يُنمـي إلـى بَلْقرنِ أهلِ جنوبنـا
نعمَ القبيلة مـن ثرىً معشــابِ
العلـمُ ياشيخـي متون خَطّهــا
أسلافنــا بالحفـظِ والتّـطـلابِ
يبنـي عليها العارفونَ علومَهـمْ
وبـدونهـا لا علـمَ في الكُتّـابِ
والحفظُ من عهـدٍ قديـمٍ حجـة
نَقـلَ الروايـةَ عن جليلِ صِحـابِ
هل يستوي في القدْرِ ثبتٌ حافظٌ
ومحـاولٌ يرمـي بغيـرِ نشــابِ
مـا أكثرَ الكُتّـابَ لكنْ تثرُهُـم
فيـه الركاكـة من ضعيفِ عيـابِ
والفضلُ في فهمِ الأمورِ لحافـظٍ
مستصحـبٍ للعقـلِ في المحـرابِ
يزنُ المسائـلَ كي يُرَتّبَ وضعها
ويزيـد شرحـاً مغنيـاً لجــوابِ
وشيوخُ شنقيـط الأكرامُ مـوردٌ
لمـريـدِ علـمٍ نافـعٍ وصــوابِ
في كُلِّ محضرةٍ شموسٌ نورهـا
يمحـو ظـلامَ الجهـلِ عن طُـلاّبِ
ويشعُّ في باقي الربوعِ موضّحاً
لـبَّ الحقيقـةِ كاشفـاً لحجــابِ
نزهـو بهم بين الأنامِ ونحتفـي
ونعدّهـم من وزُمـرةِ الأحبــابِ
فاسلـمْ لنا يـا شيـخَ نباغيـةٍ
نبعـتْ وفاقـتْ غيرهـا بطـلابِ
واعذر إذا قولي تقاصرَ عاجـزاً
عن نقل ما في القلبِ من إعجـابِ
د. عبد العزيز بن عثمان التويجري
الرباط: 9 محرم الحرام 1432 هـ
15/12/2010 م