أحنوا الرؤوس لموكب الخضراء
نبعِ الإباء ومعدنِ الشرفاء
ونسيمِ صبح منعش لا ينقضي
و بدايةِ الأفعال والأسماء
سحق الربيع شتاءها وتسلقت
أزهاره للقمة الشماء
وتطهرت من قيدها وذهولها
وتجللت بالغار والحناء
يتعطر الوطن المحرر هازئا
من صولة الأقزام والجبناء
يتدحرج الأشباح من جبروتهم
مثل الخيال يغيب في الظلماء
أطًت جحورُ القهر من سوءاتهم
وازَّلزلت بالرعب واللَّأواء
زرعوا بذور الشوك في آهاتنا
لم يزرعوا زيتونة الخضراء
سفكوا دماء الخيل في أرباطها
ودمَ النخيل يسيل في البطحاء
شادوا صروح الذل في أحلامنا
واستمتعوا بتطاول الأعداء
بصقوا على الأشكال والألوان والـ
ـأفكار والآثار والنجباء
حتى تدفق موكب الخضراء من
رحم الكرامة من دم الشهداء
من فورة التاريخ من أعماقه
من طالع المستقبل الوضَّاء
من مَشرق الحُلم الذي صدحت به
مِلءَ الحناجر ألسُن الشعراء
نشْدوا لصانع فرحة عرجت بنا
فوق السحاب وهامة الجوزاء
نسجت من الأمل المزركش مسرحا
أسَر القلوب وقرَّ في الأحشاء
ثار الأغالبة الغِلاب على الكرى
والرفضُ ليس بغدة صماء
نواكشوط بتاريخ :19-01-2011