أكد محمد محمود ولد جعفر؛ الأمين التنفيذي المكلف بالشؤون السياسية بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، أن التجربة الديمقراطية في البلد “تعاني من خلل بنيوي ناجم عن الدور السلبي الذي تصر المعارضة على لعبه بطريقة غير مسؤولة بغية زعزعة أركان اللعبة الديمقراطية”.
وقال ولد جعفر؛ في تجمع حزبي بمقاطعة دار النعيم، مساء الجمعة، إن المعارضة “تحاول التعويض عن الفشل الذريع” في اعتماد خطاب يؤهلها للتناوب السلمي على السلطة كحلقة مهمة من المسار الديمقراطي، وفي إقناع المواطن بمصداقيتها؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن قادة المعارضة اختاروا التصعيد و”الطرق غير الديمقراطية لتحقيق مآربهم”، مشيرا إلى أنه بدل التحضير الجيد للاستغلال السليم للاستحقاقات الانتخابية القادمة مثلا، “اختارت المعارضة الجنوح إلى إثارة الفتنة والشغب والشقاق في ممارسة غير وطنية وغير ديمقراطية للتحريض على العنف”.
وقال الأمين التنفيذي المكلف بالشؤون السياسية إن ما تدعو إليه المعارضة “يتنافى مع القيم الوطنية المستمدة من التعاليم الإسلامية الحنيفة”، والتي تنبذ قتل النفس وإهدار الأمن والسكينة والاستقرار “في بحث واضح عن بديل لفقر الخطاب السياسي لدى المعارضة وعن فشلها في إقناع المواطن بالطرق السلمية”؛ على حد وصفه.
واتهم ولد جعفر المعارضة بمحاولة إسقاط أوضاع بعض الدول الشقيقة على الوضع في موريتانيا “ضمن مقارنات لا تخلو من التلفيق وتسويق خطاب يجافي كل الوقائع والحقائق”، مشيرا إلى أن ما تقوم به الحكومة هذه الأيام من جهود للتخفيف من آثار الغلاء في أسعار المواد الغذائية على المستوى الدولي “خير رد على من يحاولون الحط من قيمة وأهمية هذه الإجراءات التي شرعت بعض الجهات في انتقادها حتى قبل الإعلان عنها في محاولة مكشوفة للتخفيف من شأنها”.
وأكد أن المعارضة في موريتانيا “تنتهز قيام أزمة غذائية دولية نجم عنها تصاعد سريع ومذهل لأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية في كل بلدان العالم لتقديم صورة قاتمة عن الأوضاع في البلاد وعن الجهود التي تبذلها الحكومة”.
وأشار القيادي في الحزب الحاكم إلى أن الحكومة دأبت منذ تسلمها مقاليد الأمور على “التحسين من الأوضاع المعيشية للمواطنين من خلال التخفيضات الضريبية المتواصلة على استيراد المواد الاستهلاكية الأساسية التي لا تنتجها بلادنا عموما والخاضعة أسعارها لتقلبات الأسواق الدولية”.
وقال ولد جعفر إن الحزب؛ رغم أن الحكومة تنتمي إليه، “إلا أن ذلك لا ينسي المسؤولين في الحزب هموم المواطنين”، مستدلا بمطالبته، في “مهرجان التحدي”، للحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من غلاء الأسعار، “وهو ما استجابت له الحكومة مشكورة وأعلنت عن بعض الإجراءات العملية الملموسة التي شرعت اليوم في تنفيذها ضمن خطة وطنية طموحة للتضامن مع المواطنين”؛ بحسب قوله