تحولت شوارعُ مدينة روصو، إلى حفلٍ كبير ساعات قبيل زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؛ فانتشرت خِيّمٌ ترفعُ لافتات ترحيبية، بعضها بأسماء مقاطعات وقرى ولاية اترارزة، وبعضها الآخر يرفعُ صور شخصيات سياسية من الولاية، ويرتفعُ الصخب أكثر على طول الطريق الرابط بين روصو ونواكشوط.
في الوقت الذي تتصدر المشهد شخصيات وافدة، ينظرُ سكان المدينة باهتمام إلى زيارة الرئيس، خاصة وأنه سيعقد خلالها مجلس الوزراء، ويترقبُ السكان كيف سينعكس ذلك على الأوضاع المعيشية في واحدة من أهم المدن الموريتانية.
إلا أن مواطنين آخرين ينظرون بحذر إلى زيارة الرئيس، ويخشون “استغلال السياسيين” للفرصة واختطافها منهم، رغم أن المعلن هو أنها زيارة ذات طابع تنموي.
حبيب الله ولد خراشي، ناشط سياسي يعتقد أن الزيارة “تكتسي أهمية بالغة، فلأول مرة ينعقد مجلس الوزراء في روصو”، مشيرًا إلى أن “سكان روصو يراهنون على أن يسفر اجتماع مجلس الوزراء المرتقب عن نتائج إيجابية”.
ويؤكد ولد خراشي في حديث مع “صحراء ميديا”، أن أهمية الزيارة تتمثل أيضًا في أن الرئيس “سيلتقي كافة المواطنين لعدة ساعات، ما يجعلها فرصة لطرح مطالبهم بشكل مباشر”، على حد تعبيره.
ويوضح ولد خراشي أن الزيارة “تأتي في ظرف سياسي خاص، إذ تتجه البلاد إلى انتخابات تشريعية وبلدية وجهوية، يعقد عليها المواطنون آمالًا كبيرة”.
أمَّا أحمد ولد أحميدات، وهو مزارع وعضو في اتحادية المزارعين، فيقول لـ “صحراء ميديا” إن عقد مجلس وزاري خاص بالزراعة “مبادرة تعني الكثير لنا كمزارعين، وتعكس اهتمام الرئيس بالزراعة، وجدية السلطات العليا في السعي للنهوض بها”.
وأضاف ولد أحميدات: “نأمل أن يتطرق الاجتماع إلى خمسة نقاط بدونها لن تنهض الزراعة”، قبل أن يوضح أن النقاط الخمس تتمثل في “التمويل على المستويين المتوسط والبعيد، واستحداث صندوق للتأمين خاص بالزراعة، وتسوية المشكل العقاري، وحماية السوق ثم كهربة مناطق شمامة”.
على صعيد آخر، أحدثت الزيارة زخمًا تجاريًا في المدينة، ففي محل تجاري متوسط على ناصية أحد الشوارع، كان “باب” منهمكًا في تلبية طلبات زبناء جدد، أغلبهم من الوافدين لحضور زيارة الرئيس، كانت الأحاديث في المحل التجاري كلها عن زيارة الرئيس، فبدا “باب” متحمسًا وهو يقول: “الزيارة أحدثت حركة تجارية في المدينة”.
لم يختلف سائق التاكسي “سليمان” عن سابقيه حول أهمية الزيارة، غير أنه لم يخف استياءه من “أطر الولاية والسياسيين”، فقال إن “المدينة اكتظت بهم، فقد وصلوا من كل مكان لاستقبال الرئيس، وسيحجبون الرئيس عن المواطن البسيط، ولن ينقلوا له الحقيقة كما هي”.
وتابع سليمان: “كلنا يتمنى لقاء الرئيس، ونحتاج إلى ذلك، لنحدثه عن مشاكل المدينة، فرغم من الشروع في إصلاح الشبكة الطرقية، إلا أن معاناتنا تزداد مع انتشار القمامة ومخلفات مصانع التقشير، ورداءة شبكة الصرف الصحي”.
الوافدون على مدينة روصو، لاستقبال الرئيس وأعضاء الحكومة، يشتكون بدورهم من أزمة سكن تتجدد مع كل موسم سياسي، إذ تعجز فنادق وإقامات وشقق المدينة الزراعية عن استيعاب الوافدين، مما يضطر أغلب مستقبلي الرئيس إلى البقاء في الخيام خارج المدينة.
كما تسبب تزامن زيارة الرئيس وأعضاء الحكومة، مع زيارة رئيس حزب “الإنصاف” الحاكم، في أزمة مرور خانقة، تضاعفت أكثر بسبب إصلاحات تخضع لها الشبكة الطرقية منذ عدة أشهر.
أما سكان المدينة فيؤكدون أن أزمة السكن والزحمة، مظهران من مظاهر ضعف البنية التحتية في مدينتهم.