وقدمت لهذه الأمسية الشاعرة مباركة (باتة) بنت البراء، والتي قدمت مقاطع من قصائدها، احتفت في آخرها بهذا اللقاء الشعري العربي الذي يجمع ساكنة البوح الحلال من الماء إلى الماء.
بدأت الأمسية مع الشاعر محمد يحظيه ولد إسماعيل، والذي ألقى ثلاث قصائد من شعره هي: “يا موريتانيا لك الكلاءة والظفر”، و”سلا ظبية الوعساء”، و”بغداد”، وتطرقت هذه القصائد للهم العربي العام والوطني.
يقول في قصيدته “سلا ظبية الوعساء
سلا ظبية الوعساء إن أعربت نُطْقَا
أعشقاً فنشقى أم ترى الهَجر كيْ نبْقَى
وهل نتجت خِشْفـا نجد في أريجـه
أزاهيرَ من غيــلان نشتمهـا نشقا
ويا ظبية الوعساء هل من نصيحـة
وهل يهنأُ المعشوق إن لم يُزدْ عشْقَا
شرقنا بماء الشعر والعهر والغبــا
كما يشرَقُ الغصَّــان من مائه حلْقَا
فما زادنـــا التَّهيــامُ إلا جهالة
ولا زالتْ الأرزاءُ تصقَعنـا طرْقَا
ألم تعلمــي يا عمــركِ اللهَ أننـا
لنا المثل الأرقى ؟ لنا العروة الوثْقَى.
أما المختار السالم أحمد سالم؛ فقد أنشد قصيدتيه: “النغمة الثكلى”، و”تشكيل”، وكان قد بدأ بإلقاء المقطع الافتتاحي من قصيدته الجديدة “البحر”، التي يقول فيها:
أنا شاعرٌ.. دهشةُ الحرفِ في شعره
إن حدا
أو خبا ولا أعرفُ العزفَ خلفَ الخطى والربى
وإنيَّ تحدْثتُ في المهدِ شعرا
وأدركُ أن المسيحَ الذي يتحدث لا بُـدَّ أن يصلبا
أنا البحرُ.. والبحرُ ينجبُ سِــرَّ السلالات لكنهُ كلَّ يومٍ يموتُ بها أعزبَا..
بعد ذلك ألقى الشاعر داود أحمد التجاني جا قصيدتين من شعره هما: “عبور إلى الذات”، و”مرافعة متأخرة عن دم الحلاج”، التي يقول فيها:
لي فيك يا جبة الحلاج فلسفةُ
حتى تسلمني للموت مشنقة ُ
ولا يهم إذا ما الناس قد غضبوا
ولا يهم إ ذا قالوا وإن سكتوا
النابتون على الأحجار لو علموا
أني تجليت للأحجار ما نبتوا
مجازفون بطهر الماء تلعنهم
خلف الضباب مفازات وأوديةُ
إذ يكبتُون غموض الرمز آونة
يا ليتهم في غموض الرمز قد كُبتوا.
هذا، وتم تكريم الشعراء المشاركين في هذه الأمسية من طرف مدير بيت الشعر في الشارقة ومدير بيت الشعر في نواكشوط