نواكشوط- عبد الله ولد اتفغ المختار
أفادت مصادر في حزب (الإتحاد من أجل الجمهورية) الحاكم في موريتانيا أن رئيس الحزب محمد محمود ولد محمد الأمين يجرى لقاءات منذ بعض الوقت بمرشح الرئاسيات السابق صار ابراهيما مختار، رئيس (حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية AJD/MR ) وأن آخر هذه اللقاءات غير المعلنة قد التأم يوم الخميس الماضي.
وبحسب المصدر فإن المباحثات بين الطرفين تهدف بالأساس إلى تهيئة أرضية لضم صار ابراهيما وحزبه لمنسقية أحزاب الأغلبية التي شكلت قبل أسبوعين مكتبا قياديا يضم رؤساء الأحزاب المنضوية تحت لوائها، وبرئاسة حزب (الإتحاد من أجل الجمهورية) ذي الأغلبية البرلمانية.
رئيس التحالف من أجل العدالة والديمقراطية صار ابراهيما – الغاضب على مؤسسة المعارضة التي كان تولى أمانتها العامة منذ تأسيسها – لا يمانع في عرض الأغلبية من حيث المبدأ، لكنه “يطمح لأكثر من عضوية في منسقية لا تعني العضوية فيها بالضرورة شراكة سياسية ناجعة” بحسب الكاتب والصحفي الحسين ولد محنض، في تصريح لـ(صحراء ميديا) مضيفا إنه “من الطبيعي أن يساوم صار للحصول على ضمانات بدخول الحكومة القادمة بمقعد أو مقعدين، لكن اتفاقا من هذا القبيل قد لا يكون مكتوبا”، في حين يرى المحلل السياسي موسى ولد حامد أن “الرئيس صار لم يكن بعد السادس أغسطس بعيدا من ولد عبد العزيز، كما أن شراكته مهمة لدى الأغلبية باعتبار شعبيته في الرئاسيات الأخيرة والتي منحته نسبة أعلى من باقي المرشحين المنتمين للأغلبية اليوم مثل النائبين البرلمانيين كان حاميدو بابا، وصالح ولد حننه” ويذهب ولد حامد إلى أن “صار ابراهيما سياسي يحمل خطابا معينا قد يفيد صف الأغلبية لكن لا أعتقد أنه سيدخل الأغلبية لذاتها وإنما مقابل شراكة فعلية في الحكومة وفي المشورة أيضا”.
في المقابل يرى المحلل الصحفي محمد فال ولد عمير أن “صار شخصية إعلامية وسياسية بامتياز” وأنه “ظل حاضرا في الحراك السياسي منذ أيام الاستقلال ويسعى ربما من خلال التقارب مع الأغلبية أو دخوله لها إلى مزيد من الفاعلية” ويضيف ولد عمير”إن سياسيا من نوع صار قد لا يغريه التمثيل الحكومي بقدر ما يسعى إلى موقع يسمح له بتطبيع خطابه، بمعنى أنه سيكسب من خلال السير في فلك السلطة مصداقية أكثر لدى وجوه من بني جلدته الساعين للحظوة من لدن النظام، بل ربما يغري ساسة وأطرا آخرين من خارج محيطه بالبحث عن ذات الحظوة من أبواب حزبه، ولنا في تجارب أحزاب معارضة في السابق أمثلة على هذا المنحى”.
وينظر بعض أطر حزب (الإتحاد من اجل الجمهورية) إلى المحادثات المتقدمة لرئيسهم مع السياسي صار ابراهيما على أنها “فرصة لتقوية الأغلبية بمعارضة ظلت تصنف إلى وقت قريب على أنها معارضة تقليدية” بينما يرى فيها ساسة من أحزاب منسقية الأغلبية فرصة للمطالبة بـ”حصة مساوية لحصة صار وحزبه” في حال الكشف عن مضامين الاتفاق المرتقب.