فالبرمجيات، التي وضعها الباحثون بمعهد لندن للعلوم الطبية (LMS)، تقوم بتحليل صور متحركة لقلب المريض تم إلتقاطها من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، وترسم ” قلباً افتراضياً ثلاثي الأبعاد”.
وكان اخصائيو الأشعة يعتمدون في الماضي على أخذ قياسات باليد كانت تستغرق وقتاً طويلاً، وكانوا يستخدمون خبراتهم لتحديد المرضى الأكثر تعرضاً لخطر تدهور الحالة الصحية.
ويقول الباحثون إنه بإستخدام بيانات أكثر تفصيلاً وتعقيداً، يمكن لهذا البرنامج الجديد أن يتعرف في وقت مبكر، وبمعدل نجاح 80%، على المرضى الأكثر عرضة لخطر الموت.
وقال رئيس فريق الباحثين، دكتور ديكلان أوريغان، من معهد لندن للعلوم الطبية: “إن هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها أجهزة الكمبيوتر في تفسير آشعات للقلب تتنبأ بدقة عن المدة التي قد يعيشها المرضى. وهذا من شأنه أن يغير الطريقة التي يتبعها الأطباء لعلاج مرضى القلب”.
ولتصميم البرمجيات، قام الباحثون بتغذية النظام ببيانات عن مئات من المرضى السابقين. ومن خلال ربط تلك البيانات بنماذجها، تعرفت البرمجيات على ماهية سمات القلب، وشكله وتركيبته، التي تجعل الفرد عرضة لمخاطر قصور القلب.
ويقول الباحثون إن الكمبيوتر حقق معدلات للدقة بلغت 80% فيما يتعلق بالتنبؤ بمدى بقاء المريض على قيد الحياة، بعد عام من تشخيص حالته، بمجرد أن يكون قد جمع ما يكفي من البيانات لتحليلها.
وتم تطوير البرمجيات باستخدام بيانات من أكثر من 250 مريضاً يعانون من إرتفاع ضغط الدم الرئوي – وهو الحالة التي يتسبب فيها إرتفاع الضغط في الأوعية الدموية، التي تغذي الرئتين، في إرهاق الجانب الأيمن من القلب.
وبمرور الوقت، فإن هذا يسبب أضراراً بالغة ويمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل القلب. وتؤثرهذه الحالة على حوالي 7000 شخص في المملكة المتحدة، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فإن المستشفيات تستقبل 000,002 حالة سنوياً يكون فيها إرتفاع ضغط الدم الرئوي تشخيصاً أولياً أو ثانوياً.
يمكن للعلاج، خاصة إذا تم إعطائه على وجه السرعة فور التشخيص، أن يساعد بعضاً من تلك الحالات الأكثرعرضة للخطرعلى العيش لفترة أطول. وتستند القرارات الخاصة بالعلاج لمريض معين على مدى خطورة الحالة، وإمكانية تعرض الفرد للموت.
لكن الباحثين يقولون إن التوقعات التي يتم التنبؤ بها حالياً تعتبر في كثير من الأحيان غير دقيقة. ولذا فإن هذا البرنامج الجديد يمكن أن يكون خطوة كبيرة إلى الأمام.
ويقول دكتور تيم دوز، الذي طور اللوغاريتمات التي تدعم البرنامج: “إن جهاز الكمبيوتر يقوم على الفور بالتحليل في ثوان، ويفسر بيانات الأشعة وإختبارات الدم وغيرها من الفحوصات دون أي تدخل بشري”، مؤكداً أن النظام يمكن أن يساعد الأطباء على إعطاء العلاجات المناسبة للمرضى المعنيين، في الوقت المناسب”.
الفحوصات بواسطة الكمبيوتر قد تساعد البحوث في مجال أمراض السرطان والمخ، ولكن تحليل الصور المتحركة للقلب كان بمثابة تحدياً أكثر صعوبة.
في نهاية المطاف، فإن الهدف هو تطوير البرمجيات بحيث لا تقتصر على التنبؤات فحسب، بل أيضاً تساعد في تحديد أي نوع من العلاجات سوف يعمل على أفضل وجه لكل مريض.
ويضيف دكتور دوز: “إننا نود أن نقوم بتطوير التكنولوجيا بحيث يمكن إستخدامها في العديد من حالات أمراض القلب كوسيلة مكملة لكيفية تفسير الأطباء لنتائج الإختبارات الطبية”.
واختتم حديثه موضحاً “أن الهدف هو معرفة ما إذا كانت تنبؤات الكمبيوتر يمكن أن توجه العلاج بشكل أفضل لمساعدة الناس على العيش لفترة أطول”.