احتفل الغامبيون برحيل الرجل ليلة السبت، ولكنهم استيقظوا فجر الأحد على ابتسامته العريضة الماكرة ونظرته الغامضة، ترقبهم من خلال صورته على ورقات عملة البلاد، إنها شاهدة على مدى تغلغل الرجل في مناحي الحياة اليومية للغامبيين.
ذات يوم من عام 2015 استيقظ الرئيس الغامبي السابق على فكرة جديدة، وأصدر الأوامر بتنفيذها فوراً ودون تفكير، لأنها ستنقذ البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها، إنه يريد إصدار أوراق نقدية جديدة تحمل صورته وسحب الأوراق القديمة بشكل تدريجي.
بناء على تعليمات الرجل القوي في غامبيا، أصدرت الجهات البنكية في غامبيا ورقة من فئة 25 دلاسي تحمل صورة الرجل، بقبعته الأفريقية ولباسه الأبيض، وملامحه القاسية والحادة، وبسرعة البرق اختفت ورقة 20 دلاسي القديمة والتي لا تحمل وجه “الدكتور الحاج”.
بعد فترة وجيزة صدرت ورقة جديدة من فئة 200 دلاسي تحمل هي الأخرى وجه جامي، ولكن هذه المرة بدا أكثر راحة، بابتسامته العريضة ونظرته الغامضة، مع اختصار أسفل الصورة لواحد من أطول الأسماء في العالم، اختصار يحتاج هو الآخر لمن يختصره.
اليوم وقد بدأت صفحة جامي تطوى في غامبيا، يتساءل كثير من الغامبيين عن مستقبل الأوراق النقدية التي تحمل صورة الرجل، وهل إذا سحبت من التداول وأصدرت أوراق جديدة ستحمل وجه “بارو” الجديد.