نواكشوط – صحراء ميديا
مشهد أعضاء الحكومة وهم يبتسمون ويصفقون، في لحظة انشراح مفعمة بأمارات السعادة، عندما كان الرئيس، يؤكد في خطاب عرفات على انه لن يتنازل عن أي منصب، ولن يشرك المعارضة في الحكومة، لم يكن مجرد “بروفات اوركسترا مجاملة” ـ للتعبير عن غبطة عابرة تلتقط فيها العدسات صور أعضاء الحكومة، وهم يشجعون الرئيس ـ بقدر ما مثل فرصة يلتقط فيها أعضاء الحكومة ومن يدور في فلكهم أنفاسا.
أنفاس ظلت محبوسة شهورا عديدة وهي تبحث عن جواب لسؤال عشش في أذهان هؤلاء، وعززته توقعات متعددة بتغيير في الحكومة التي تولت الأمور في البلاد منذ تنصيب الرئيس الحالي.
قد يكون ولد عبد العزيز أجاب على أسئلة عديدة في ذلك التجمع الجماهيري الأول من نوعه منذ الحملات الصاخبة لرئاسيات يوليو، والذي يأتي أيضا بعد انتقادات المعارضة لأداء حكومته انتقادات لاذعة، لكن لا شك أن الإجابة على سؤالين جوهريين بثت السرور وهي إجابات تضمنت إصراره على أهم مشاريعه التنموية والأمنية، مما هدأ من وساوس الكثيرين ممن عناهم في خطابه.
ربما يكون التعديل الوزاري الذي جرى الحديث عنه بقوة احد أهم المشاغل في “لاوعي” اغلب أعضاء الحكومة، فمنذ مدة ملأت التكهنات صالونات السياسة ومكاتب المسؤولين، ووشحت واجهات الكترونية وعناوين بعض الصحف اليومية، وفي كل مرة يتم الحديث عن تعديل وزاري وشيك تصاب المصالح الحكومية بحالة جمود، وتباطؤ في تسيير الأمور لان كل وزير لا يستطيع تأكيد بقائه في منصبه لليوم الموالي.
ويرى محللون أن سبب توجس أعضاء الحكومة خيفة من أن يطالهم تعديل محتمل مرده أن الرئيس يتطلع إلى أداء مفيد وملموس للمسؤولين الذين يختارهم لتولى مناصب حكومية خصوصا أولائك الذين يشغلون مراكز حساسة ومهمة.
وبلغت التكهنات أوجها بإعلان أسماء فد تكون ضمن الفريق الوزاري الذي تم التكهن حوله، ولولا الخبر الذي أوردته صحراء ميديا حينها ونسب إلى مصدر قريب من الرئيس نفى فيه تشكيل الحكومة، وإشراك المعارضة فيها لازدادت حدة التوتر في المصالح الحكومية التي أصيبت بشبه شلل تام جراء تلك الإشاعات.
لم يهدئ ولد عبد العزيز من أعصاب وزرائه ويعيد إليهم الثقة في أنفسهم وفيه هو شخصيا فحسب وإنما ساهم كذلك في إبعاد شبح إشراك المعارضة عنهم، ليقول لهم إن الحكومة حكومة الأغلبية، وان على المعارضة أن تمارس دورها في النقد والرقابة، وقد يكون الموقف من اتفاق داكار آخر عود في نعش إشراك المعارضة وبداية عمر جديد للأغلبية لوحدها في المناصب الحكومية إلى إشعار آخر.
ترطيب أجواء أيضا ظهر في ابتسامات عريضة لقادة المؤسسة العسكرية الذين حضروا إلى جانب الرئيس تعبيرا عن المساندة، ولد عبد العزيز قال انه حريص على امن البلاد من خلال تقوية الجيش وقال إن مؤسسة الجيش تستحق كل الموارد كي تظل قوية محافظة على امن واستقرار البلاد، كلام منعش أثار بدون شك ارتياح رجال المؤسسة الذين عبروا في صمت العسكريين عن سعادة غامرة بكل تلك الحفاوة التي أحاطهم بها “رئيس الفقراء” في مقاطعة من أكثر مقاطعات نواكشوط فقرا.