وتأتي هذه الأمسية الشعرية ضمن البرنامج الثقافي الذي صممه بيت الشعر – نواكشوط، الذي يشكل حلقة هامة في عقد الإبداع الشعري الذي ترعاه الشارقة عبر المشروع الريادي بافتتاح بيوت الشعر العربية خدمة للشعر والشعراء.
وقد حرص الشاعران ضيفا الأمسية على توجيه الشكر إلى المسؤولين عن بيت الشعر – نواكشوط، مثمنين أداء البيت والخدمة العظيمة التي يقدمها للثقافة العربية وللشعر والشعراء، حيث صار بيت الشعر في نواكشوط بيت التواصل الثقافي والإبداعي منذ افتتاحه العام الماضي.
وبدأت الأمسية مع الشاعر أبو بكر ولد بلال، الذي قدم ثلاثة قصائد تمثل نماذج من تجربته الشعرية، التي تدور حول: المديح النبوي، الوطن، الغزل.
ولد بلال بدأ بإلقاء قصيدة “موسم النور”، التي يستحضر فيها بنفس صوفي جلي ذكرى مولد الرسول الأكبر صلى الله عليه وسلم، يقول:
بك تجلى كل الغياهب والظلماء والظلم عن سبيلك يجلى
أنت سر الوجود قد كنت أصلا للمزايا وللمفاخر أصلا
وتحلى الزمان منك فخارا إذ بذكرى لقيا الربيع تحلى .
وفي مديح الوطن، يقول من قصيدة “العزة القعساء”:
“إذا دارت الأيام بالناس فانجلوا وماز التفاني غثها وسمينها
وأظهر جد الأمر ما كان باطنا سمونا نجوما تخطف النور حينها.
كما أنشد قصيدته “من لهيب الهوى”، التي يقول فيها:
من لهيب الهوى وعنف الرقيب يحرق القلب من غرام اللهيب
واردات الهوى تلج على القلب بوقع محير للقلوب
وطبيب الهوى يزيدك سقما يا لداء ينمو بكف الطبيب!
بعد ذلك استمع الحضور إلى الشاعر أحمد ولد الوالد، الذي قدم أربع قصائد من ديوانه “انكسار الجوهر” حيث قرأ قصائد: “الظل الدليل”، و”الأفق الذبيح”، و”عفوا يا أبا الزهراء”، و”وشم على هامة الشمس”.
ولد الوالد من خلال هذه القصائد قدم تجربة شعرية تمثل إبداعا خاصا في تطور القصيدة الموريتانية، يقول في قصيدة “الظل الدليل”:
“أمن نظرة منه عشقي هوى بي؟ وهل يشعل العشق إلا النظرْ؟
نظرت إليها فولت ولما تولتْ أعدت إليها البصرْ
وعدتُ فأبصرْتُ ظلي أمامي لأني تركت ورائي القمر
ومن أرسل الظل لا روح فيه كمن لم تذب روحه في الصورْ
لأن الغرام سفينة نوح حملت بها زوجَ خير وشرْ
دماءُ قميصي تصدقُ وجهي ووجهي شراعٌ لدهر هجرْ..
حملتُ غرابا يواري حطامي… وهدهد شعر لعرش الخبرْ
أموت وأحيا لعلي أموت من الموت بعض الحياة أمرْ!
خطرت ببالي نسيما جريحا وكيف يكون النسيم خطرْ؟