وردد الرئيس الدوري للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الشيخ سيد أحمد ولد باب مين، أمام الآلاف من أنصار المعارضة شعارات “لا لتعديل الدستور” و”لا لتغيير العلم الوطني”.
وأكد ولد باب مين أن المنتدى يرفض “مخرجات الحوار الأخير”، وقال إنه لم يكن حواراً شاملاً، وأضاف: “كيف يكون شاملاً إذا غاب عنه المنتدى والتكتل، وغابت عنه أحزاب المعارضة المسؤولة والحقيقية المعارضة لهذا النظام”، على حد تعبيره.
وانتقد الرئيس الدوري للمنتدى مخرجات الحوار الأخير، وقال إنها “تمس رموز الدولة”، وتحدث عن تغيير العلم الوطني وقال إنه “مرفوض وعبثي”، وأضاف: “المقاومة على الرأس والعين، ولكننا نفضل العلم بشكله الحالي”.
وأوضح ولد باب مين أن “موريتانيا اليوم تحتاج أكثر إلى من ينتشلها ويعمل على توحيد مجتمعها، وزرع المواطنة الحقيقية بين سكانها ومحاربة العنصرية”.
وختم رئيس المنتدى خطابه بمطالبة الجماهير بترديد شعارات: “لا.. لتغيير الدستور”، و”لا لتغيير العلم الوطني”، و”لا للعبث بمستقبل أولادنا”.
من جهة أخرى قال نائب رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض أحمد محمود ولد لمات، إن أي تعديل للدستور في ظروف الانقسام الحالية يعد “خيانة عظمى” من طرف رئيس البلاد الذي يجب أن يكون “على مسافة واحدة من الجميع”.
وأوضح ولد لمات خلال مسيرة المنتدى أن “المس بالدستور في هذه الفترة التي تشهد انقساما سياسياً، خيانة عظمى من طرف رئيس الدولة، لأن رئيس الدولة يجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع”.
وأضاف: “نحن الأغلبية والمس بالدستور من دون حضورنا يعتبر خيانة عظمى”، قبل أن يشير إلى أن المعارضة “لا ترفض الحوار ولكننا نريد حواراً جاداً ويهدف لإصلاح موريتانيا وليس حوارا مسرحية لالتفاف على الدستور وإرادة الشعب الموريتاني”، على حد تعبيره.
وبدأ ولد لمات كلمته بالاعتذار غياب أحمد ولد داداه عن المسيرة بسبب وجوده خارج البلاد.
وأضاف معلقاً على عودة التكتل لأنشطة المنتدى: “هذه الأرضية التي تجمعنا هي نفسها التي كانت تجمعنا في الماضي حول قضايا موريتانيا الكبرى العالقة، المشاكل التي كانت موجودة وجمعنا النضال من أجلها ما تزال موجودة”، ولكنه قال: “اليوم يجمعنا موضوع آخر أخطر من كل ذلك، إنه البطش بالدستور والتلاعب بمقدسات الأمة وبمقدراتها ورموزها، لا يمكن السكوت على هذا البطش”.
في غضون ذلك أكد رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” محمد جميل منصور، رفض المعارضة التقليدية لأي تعديل دستوري في البلاد.
وقال ولد منصور، وهو القيادي في منتدى المعارضة، في خطابه خلال مسيرة اليوم، إن الدستور الموريتانية ملك لجميع الموريتانيين، ولا بد من توافق وطني لتعديله أو تغييره.
وأوضح ولد منصور الذي يملك حزبه 16 نائباً في البرلمان الحالي في مقدمة أحزاب المعارضة، أن حزبه والمنتدى وأحزاب وحركات وطنية عديدة يرفضون “تغيير العلم والنشيد الوطنيين”.
وأكد أن المنتدى يراهن على الشعب من أجل الوقوف في وجه أي مساع لتعديل الدستور من طرف النظام ومن دون أي توافق وطني.
التناوب السلمي
الأمين العام لحزب التناوب الديمقراطي سيدي ولد الكوري، قال في خطابه خلال المسيرة أنها تأكيد من الشعب الموريتاني لرفض “التلاعب بالدستور ومقدسات الأمة كالعلم والنشيد، كما عبر الموريتانيون عن رفضهم للواقع المريب الذي يعيشه جراء سياسات النظام الكارثية من غلاء في الأسعار وتدني الخدمات والبطالة في أوساط الشباب”.
وأوضح ولد الكوري أن المسيرة “تؤكد بقوة أن الشعب الموريتاني لن يرضى مستقبلا بأقل من مرحلة تكرس مبدأ التناوب السلمي على السلطة بعيدا عن مصادرة إرادته وتزويرها، مرحلة يختار فيها الشعب من يحكمه”، وفق تعبيره.
وقال الأمين العام لحزب “إيناد” إن “الشعب الموريتاني سيقف بكل قوة أمام أي مبادرة من النظام الحالي لتمديد فترة رئاسته في الحكم أو لتوريث السلطة والشعب”، مؤكداً أنه “لا فرق لديه بين ذهاب ولد عبد العزيز وبقاء نظامه الذي يهيأ لمسار ديمقراطي مزيف يكرس أن يكون التناوب حكرا على محيطه الضيق”، على حد تعبيره.