افتتح في العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم الثلاثاء أول مركز متخصص في تأهيل وتعليم الصم، تابع للمنتدى الموريتاني للصم، وقطعت وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة مولاتي بنت المختار الشريط الرمزي لتدشين المركز بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين، والشخصيات العامة، والمهتمين، وأهالي الصم.
وأقيم مركز تأهيل وتعليم الصم بجهود ذاتية من المنتدى الموريتاني للصم، ودعم من وزارة الشؤون الاجتماعية، ويطمح القائمون عليه بأن يشكل نقلة نوعية في تكوين هذه الفئة وتحسين تعاطي المجتمع معها.
وحضر حفل تدشين المركز، مفوض الأمن الغذائي محمد ولد محمدو، والأمين العام لوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور محمد ولد اعل تلمودي، وعمدة تفرغ زينه فاطمة بنت عبد المالك، وقال مصادر في منتدى الصم إنه كان يفترض حضور المفوض المكلف بحقوق الانسان والعمل الانساني والعلاقات مع المجتمع المدني، غير أن سفره إلى قطر أعاق ذلك، فيما لم يسجل حضور المفوض المساعد الشيخ ولد بوعسريه.
وفي كلمة باسم الصم، قال اعل الشيخ ولد بيديه وهو شاب أصم يعمل معلما في المركز، إن مطالب الصم تتلخص أساسا في التعليم والعمل والاندماج في المجتمع.
مشيرا إلى أنهم يطالبون بتطوير التعليم الخاص بالصم، لأن المدرسة الوحيدة الخاصة بتعليم الصم لا تتجاوز السنة السادسة من الابتدائية. “وفي البلدان الأخرى توجد أكثر من مدرسة وأكثر من جامعة خاصة بتعليم الصم”. بحسب الخطاب الذي قدمه اعل الشيخ بلغة الاشارة، وترجمته سمية بنت عثمان.
وألح اعل الشيخ على مطلب الصم بإنشاء مراكز متخصصة في الصحة السمعية وتكوين أطباء في مجال الإعاقة السمعية، وتوفير أجهزة السمع، والتأمين الصحي وكذلك مراكز التنطيق.
وقال :”نطلب ونرجو من الحكومة والمجتمع الموريتاني أن يساهما في تطوير التعليم بموريتانيا، فنسبة المتعلمين منهم قليلة جدا”، وأبدى اعل الشيخ ملاحظة بأن بعض الأسر عندما تكتشف إعاقة الطفل “تقوم بإخفائه وهذا ما يزيد من الإعاقة ويسبب العزلة“.
وأشار ولد بيديه إلى أن هم يطالبون بأن يدمجوا في المجتمع وأن يكملوا دراستهم، إلى أن يتخرجوا من الجامعات بل ويريدون أن يصحبوا دكاترة، في علوم الجغرافيا وفي علم الإحياء وفي جميع العلوم.
مستدركا بأن ذلك لن تتحقق إلا إذا قامت الحكومة ببناء مدارس وتكوين خبراء ومدرسين متخصصين، أو تقديم منح للصم للدراسة في الخارج، وطالب بإحصاء للصم و وإقامة مدارس داخليه من أجل أن يتمكنوا في الداخل من التعلم، وأضاف :” الصم يشعرون بعدم مبالاة الحكومة والمجتمع“.
من جهته أكد محمد حبيب ولد محمد موسى رئيس المنتدى الموريتاني للصم على أن الصم لا يواجهون أي مشاكل في القدرات الذهنية، وأنهم أناس طبيعيون، ويتمتعون بقدرات ومواهب كبيرة في مجالات عدة.
وتحدث ولد محمد موسى عن أهمية المركز الجديد، وما يضم من أقسام ونواد، ستساهم في تطوير المستوى العلمي للأطفال والشباب الصم، وتكوينهم.
وبحسب المسؤولين في المنتدى الموريتاني للصم، فإن مركز التعليم والتأهيل الجديد، يهدف إلى تقديم تكوين للأطفال الصم بمستوى جيد، و تنظيم دورات للصم الكبار، وتعليم لغة الإشارة. ويضم:روضة وابتدائية، وناد للكومبيوتر، وآخر للشطرنج، و ناد للرسم إضافة إلى نواة مكتبة متخصصة.
وأكدوا أن المنتدى الذي أنشأ فعليا قبل سنة من الآن و يضم المركز المدشن اليوم يهدف “إلى دمج المعاقين سمعيا في المجتمع، وتوفير مقومات الحياة الضرورية لهم، وذلك من خلال تحسيس المجتمع، والتنبيه على أن الصم كغيرهم من الناطقين” بحسب مطوية تعريفية وزعت على هامش الحفل اليوم.