تعمل التيارات النسوية العالمية هذه الأيام سواء عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو علي صفحات الجرائد والصحف اليومية أو في القنوات التلفزيونية أو في المؤتمرات السياسية أوجلسات العصف الفكري ، علي الترويج لتحقيق هدفين كبيرين في أجندتهما لهذا العام :
الهدف الأول هو إنتزاع رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من الرجل أي رجل سواء كان جمهوريا أم ديمقراطيا لتتربع المرأة علي عرش أكبر دولة في العالم وتتقدم هيلاري كلينتون بخطي حثيثة للوصول إلي هذا الهدف، بعد الفوز الكاسح الذي حققته في الجولات السابقة من الإنتخابات التمهيدية ضد منافسها ” بيرني ساندرز” ، ويبدو أنه من شبه المؤكد أنها ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي في مؤتمره القادم لخوض معركة الرئاسة الأمريكية التي ستجري في شهر نفمبر . كما تحظي هيلاري كلينتون في الوقت الراهن بالأفضلية في استطلاعات الرأي العام للفوز علي المرشح “دونالد تراب” في حاله ترشيحه من طرف الحزب الجمهوري كما هو متوقع . وقد تلقت ” هيلاري كلينتون” في الأيام الأخيرة دعما قويا من نقابة المومسات في عموم التراب الأمريكي ، وهو دعم لا يستهان به في الفترات الإنتخابية ، خصوصا أن عدد المنتسبين لهذه النقابة يزيد علي المليون منتسب ، يمثلون واحدا في المئة من الكتلة الناخبة في الولايات المتحدة الأمريكية . كما حصلت علي دعم ” الأقليات الجنسية ” الناشطة في المجال السياسي والتي يتزايد نفوذها في أوساط المجتمع الأمريكي يوما بعد يوم مثل ” المثليين ” و “ المتحولين” !!.
أما الهدف الثاني فهو شبيه بالأول وهو انتزاع الأمانة العامة للأمم المتحدة من الرجل عندما تنتهي مأمورية بان كيمون علي رأس المنظمة في أخر يوم من هذا العام ، لتحتله المرأة . وتشارك حتى الآن أربع نساء في سباق المنافسة للوصول إلي هذا المنصب، وكل واحدة منهن تحظي بمستوي عال من الكفاءة والخبرة، مما يجعل منهن منافسات جديات للفوز بهذا المنصب الأممي الرفيع . وسيكون هذا الهدف بحكم المتحقق في حال فوز هيلاري كيلنتون بالرئاسة الأمريكية نظرا لما تتمتع به الولايات المتحدة من سطوة ونفوذ وهيمنة علي المنظمة الأممية ، وقدرة علي فرض المرشح الذي تريد .
إن تحقق هذان الهدفان – وتحققهما ليس ببعيد – فلن نكون مبالغين إذا قلنا إن السنوات القليلة القادمة ستشهد تبدلا كبيرا في طبيعة العلاقات الإجتماعية التي ربطت بين الرجل والمرأة علي مدار التاريخ ، بحيث تنقلب الأدوار رأسا علي عقب وتصبح المرأة هي القائدة والموجهة للشأن العام علي جميع المستويات الإقتصادية والسياسية والفكرية وحتى الدينية بعد أن كان مجال حركتها محصورا بحدود البيت ، في الوقت الذي سيتم فيه تقليص دور الرجل والحد من هيمنته الكبيرة وسلطته الواسعة التي اكتسبها بواسطة عضلاته المفتولة ، وسيطرته علي وسائل الإنتاج ، منذ أول يوم وطأت قدماه تراب هذه الأرض.
لقد حققت المرأة في العقود الأخيرة قفزات نوعية علي جميع الأصعدة الإقتصادية والسياسية والعلمية ساهم في الرفع من مكانتها الإجتماعية التي تم تحصينها – في مؤتمرات عالمية أشرفت عليها منظمة الأمم المتحدة – بترسانة من التشريعات والقوانين الدولية العابرة للحدود والثقافات والتي تحفظ للمرأة حريتها واستقلالها الكاملين عن الرجل
بواكير هذا التغير التاريخي الذي يدشن عصر” قوامة المرأة ” – والذي سنشهد تسارعه في السنوات القليلة القادمة – لم يكن وليد اليوم ، بل كان وليد نضال طويل ، قاس ومرير قادته الحركات النسائية في الغرب منذ بداية القرن الماضي قبل أن يمتد إلي جميع أنحاء العالم .
وقد اقتصر نضال المرأة في مرحلته الأولي – والذي ساهم فيه الرجل بقسط كبير – علي المطالبة بتوفير حقوقها الأساسية من تعليم وصحة وتوظيف قبل أن يمتد الي النواحي السياسية والقانونية الأخري التي تجعل منها شريكا كاملا للرجل في جميع مجالات الحياة العامة ، لها ما له من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات .
ولم تكتف الحركات النسائية عند هذا الحد بل أرتفع سقف مطالبها إلي ما هو أكبر من المساواة وأصبحت تطالب بمعاملة تفضيلة خاصة تميز المرأة عن الرجل وذلك تعويضا عن المظالم التاريخية الكبري التي تعرضت لها طيلة حقبة ” قوامة الرجل ” التي امتدت لمئات القرون .
ويتجلي التمييز الإيجابي لصالح المرأة اليوم في السياسات المتبعة في كثير من دول العالم و داخل المنظمات الدولية و التي تجعل للمرأة – بموجب القانون – حقا معلوما من المناصب القيادية في الهيئات الإدارية ونسبة مئوية محددة من المقاعد في المجالس المنتخبة ، لا يمكن ليد الرجل أن تمتد إليهما لا في المنافسة ولا في التعيين .
إن وصول هيلاري كلينتون سدة الرئاسة حدث يحمل أكثر من دلالة فهو من جهة يدل علي حيوية المجتمع الأمريكي وقدرته علي تجاوز عوائقه وتعافيه من أمراضه الداخلية ، فالمجتمع الذي أختار أوبوما رئيسا قبل ثماني سنوات ، متجاوزا ماضيه العنصري ضد السود، هاهو اليوم أيضا يختار هيلاري كلينتون متجاوزا ماضيه التمييزي ضد المرأة .
وهو من جهة أخري يدل علي تصاعد قوة التيارات النسوية وقدرتها علي الحشد والتأثير في الغرب عموما و في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا ، وهي تيارات لها أجنداتها الخاصة في الأخلاق والمجتمع والدين وتسعي لتطبيقها علي أرض الواقع . وليس من شك أن تلك الأجندات ستكون من صلب برنامج السياسة الخارجية الأمريكية التي ستحاول هيلاري كلينتون التبشير بها في دول العالم ونشرها طوعا أو كرها ، سواء عبر منظمات الأمم المتحدة التي سيتم تسخيرها لهذا الهدف أو عبر القوانين الأمريكية التي ستشترط علي كل دولة من دول العالم الإلتزام بتلك الأجندات ، وإدماجها في المنظومات التشريعية المحلية مقابل الحصول علي المساعدات المالية والإقتصادية .
أما قادة الدول الذين سيقفون في وجه تلك الأجندات و يرفضونها لأسباب مختلفة دينية وثقافية وسياسية، فسيتم دمغهم بالمروق والتطرف والإرهاب ، إلا أنهم – لحسن الحظ – يمثلون قلة في عالمنا العربي ! ! .
الهدف الأول هو إنتزاع رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية من الرجل أي رجل سواء كان جمهوريا أم ديمقراطيا لتتربع المرأة علي عرش أكبر دولة في العالم وتتقدم هيلاري كلينتون بخطي حثيثة للوصول إلي هذا الهدف، بعد الفوز الكاسح الذي حققته في الجولات السابقة من الإنتخابات التمهيدية ضد منافسها ” بيرني ساندرز” ، ويبدو أنه من شبه المؤكد أنها ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي في مؤتمره القادم لخوض معركة الرئاسة الأمريكية التي ستجري في شهر نفمبر . كما تحظي هيلاري كلينتون في الوقت الراهن بالأفضلية في استطلاعات الرأي العام للفوز علي المرشح “دونالد تراب” في حاله ترشيحه من طرف الحزب الجمهوري كما هو متوقع . وقد تلقت ” هيلاري كلينتون” في الأيام الأخيرة دعما قويا من نقابة المومسات في عموم التراب الأمريكي ، وهو دعم لا يستهان به في الفترات الإنتخابية ، خصوصا أن عدد المنتسبين لهذه النقابة يزيد علي المليون منتسب ، يمثلون واحدا في المئة من الكتلة الناخبة في الولايات المتحدة الأمريكية . كما حصلت علي دعم ” الأقليات الجنسية ” الناشطة في المجال السياسي والتي يتزايد نفوذها في أوساط المجتمع الأمريكي يوما بعد يوم مثل ” المثليين ” و “ المتحولين” !!.
أما الهدف الثاني فهو شبيه بالأول وهو انتزاع الأمانة العامة للأمم المتحدة من الرجل عندما تنتهي مأمورية بان كيمون علي رأس المنظمة في أخر يوم من هذا العام ، لتحتله المرأة . وتشارك حتى الآن أربع نساء في سباق المنافسة للوصول إلي هذا المنصب، وكل واحدة منهن تحظي بمستوي عال من الكفاءة والخبرة، مما يجعل منهن منافسات جديات للفوز بهذا المنصب الأممي الرفيع . وسيكون هذا الهدف بحكم المتحقق في حال فوز هيلاري كيلنتون بالرئاسة الأمريكية نظرا لما تتمتع به الولايات المتحدة من سطوة ونفوذ وهيمنة علي المنظمة الأممية ، وقدرة علي فرض المرشح الذي تريد .
إن تحقق هذان الهدفان – وتحققهما ليس ببعيد – فلن نكون مبالغين إذا قلنا إن السنوات القليلة القادمة ستشهد تبدلا كبيرا في طبيعة العلاقات الإجتماعية التي ربطت بين الرجل والمرأة علي مدار التاريخ ، بحيث تنقلب الأدوار رأسا علي عقب وتصبح المرأة هي القائدة والموجهة للشأن العام علي جميع المستويات الإقتصادية والسياسية والفكرية وحتى الدينية بعد أن كان مجال حركتها محصورا بحدود البيت ، في الوقت الذي سيتم فيه تقليص دور الرجل والحد من هيمنته الكبيرة وسلطته الواسعة التي اكتسبها بواسطة عضلاته المفتولة ، وسيطرته علي وسائل الإنتاج ، منذ أول يوم وطأت قدماه تراب هذه الأرض.
لقد حققت المرأة في العقود الأخيرة قفزات نوعية علي جميع الأصعدة الإقتصادية والسياسية والعلمية ساهم في الرفع من مكانتها الإجتماعية التي تم تحصينها – في مؤتمرات عالمية أشرفت عليها منظمة الأمم المتحدة – بترسانة من التشريعات والقوانين الدولية العابرة للحدود والثقافات والتي تحفظ للمرأة حريتها واستقلالها الكاملين عن الرجل
بواكير هذا التغير التاريخي الذي يدشن عصر” قوامة المرأة ” – والذي سنشهد تسارعه في السنوات القليلة القادمة – لم يكن وليد اليوم ، بل كان وليد نضال طويل ، قاس ومرير قادته الحركات النسائية في الغرب منذ بداية القرن الماضي قبل أن يمتد إلي جميع أنحاء العالم .
وقد اقتصر نضال المرأة في مرحلته الأولي – والذي ساهم فيه الرجل بقسط كبير – علي المطالبة بتوفير حقوقها الأساسية من تعليم وصحة وتوظيف قبل أن يمتد الي النواحي السياسية والقانونية الأخري التي تجعل منها شريكا كاملا للرجل في جميع مجالات الحياة العامة ، لها ما له من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات .
ولم تكتف الحركات النسائية عند هذا الحد بل أرتفع سقف مطالبها إلي ما هو أكبر من المساواة وأصبحت تطالب بمعاملة تفضيلة خاصة تميز المرأة عن الرجل وذلك تعويضا عن المظالم التاريخية الكبري التي تعرضت لها طيلة حقبة ” قوامة الرجل ” التي امتدت لمئات القرون .
ويتجلي التمييز الإيجابي لصالح المرأة اليوم في السياسات المتبعة في كثير من دول العالم و داخل المنظمات الدولية و التي تجعل للمرأة – بموجب القانون – حقا معلوما من المناصب القيادية في الهيئات الإدارية ونسبة مئوية محددة من المقاعد في المجالس المنتخبة ، لا يمكن ليد الرجل أن تمتد إليهما لا في المنافسة ولا في التعيين .
إن وصول هيلاري كلينتون سدة الرئاسة حدث يحمل أكثر من دلالة فهو من جهة يدل علي حيوية المجتمع الأمريكي وقدرته علي تجاوز عوائقه وتعافيه من أمراضه الداخلية ، فالمجتمع الذي أختار أوبوما رئيسا قبل ثماني سنوات ، متجاوزا ماضيه العنصري ضد السود، هاهو اليوم أيضا يختار هيلاري كلينتون متجاوزا ماضيه التمييزي ضد المرأة .
وهو من جهة أخري يدل علي تصاعد قوة التيارات النسوية وقدرتها علي الحشد والتأثير في الغرب عموما و في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا ، وهي تيارات لها أجنداتها الخاصة في الأخلاق والمجتمع والدين وتسعي لتطبيقها علي أرض الواقع . وليس من شك أن تلك الأجندات ستكون من صلب برنامج السياسة الخارجية الأمريكية التي ستحاول هيلاري كلينتون التبشير بها في دول العالم ونشرها طوعا أو كرها ، سواء عبر منظمات الأمم المتحدة التي سيتم تسخيرها لهذا الهدف أو عبر القوانين الأمريكية التي ستشترط علي كل دولة من دول العالم الإلتزام بتلك الأجندات ، وإدماجها في المنظومات التشريعية المحلية مقابل الحصول علي المساعدات المالية والإقتصادية .
أما قادة الدول الذين سيقفون في وجه تلك الأجندات و يرفضونها لأسباب مختلفة دينية وثقافية وسياسية، فسيتم دمغهم بالمروق والتطرف والإرهاب ، إلا أنهم – لحسن الحظ – يمثلون قلة في عالمنا العربي ! ! .