دكار- عبد الله اتفغ المختار
علمت (صحراء ميديا) من أوساط سنغالية رفيعة المستوى أن وزير الداخلية الفرنسي قد استدعى رسميا (ممدو سانيه نكروما) زعيم متمردي إقليم كازامانس السنغالي على خلفية الأحداث الأخيرة التي أودت بحياة عسكريين سنغاليين في مواجهات مع المتمردين، غير بعيد من مدينة زيكونشور، عاصمة الإقليم.
وحسب المصادر فإن أيام زعيم حركة القوى الديمقراطية مامادو نكروما سانيه (الصورة) باتت معدودة على الأراضي الفرنسية، والشيء الوحيد المؤكد منه هو انه سيمثل يوم غد الاثنين في مكاتب وزارة الداخلية الفرنسية للاستفسار حول علاقته بحادث الأسبوع الماضي.
واعتبرت مصادر (صحراء ميديا) أن مثل هذا الاستدعاء غالبا ما تصطحبه تدابير يمكن أن تكون خطوة نحو طرد زعيم المتمردين الذي يزعج السلطات السنغالية، ويلحُ وزير الدولة، وزير القوات المسلحة السنغالي منذ أيام على الحكومة الفرنسية مطالبا بتوضيح وضع مامادو سانيه نكروما على التراب الفرنسي، فيما تصفه الصحافة السنغالية بـ”محرك للأزمة في كازامانس” و “ممثل الجناح الراديكالي”.
ويستبعد مراقبون سينغاليون تلبية باريس لطلب سيغالي سابق بتسليم الزعيم الانفصالي الذي كثيرا ما حمل المسؤولية عن خرق وقف إطلاق النار في كازامانس للقوات السنغالية. وبحسب هذا الطرح فإن مامادو نكروما سانيه ،سيكون عليه – في أسوأ السيناريوهات- مغادرة الأراضي الفرنسية إلى بلد آخر، تفاديا من باريس لمجابهة منظمات حقوقية تعارض تسليم المعارضين السياسيين لأنظمتم.
“احتمال وارد” يقول الصحفي السنغالي ممادو جالو اليو، معبرا أنه “قد يعقد من الأوضاع الميدانية،إذا ما احتمى الرجل بجهات لا تتمتع بعلاقات طيبة مع السنغال التي عانت كثيرا من سعي قوى خارجية لزعزعة أمنها في الجبهة الجنوبية حيث تنشط حركة القوى الديمقراطية لكازامانس الشرسة” وفق تعبير الصحفي السينغالي.
ويتزامن الحديث عن طرد سانييه كروما من فرنسا مع عمليات تمشيط بدأت الأسبوع الماضي على يد الجيش السنغالي في الجنوب من زيغينشور، وهي العمليات التي أسفرت عن أربعة قتلى وحوالي عشرة جرحى من الجنود.
وبحسب الكاتب الصحفي مامادو ديالو اليو، فإن “الأسباب الرئيسة لتدهور الوضع الأمني في كازامانس مجددا راجعة بالأساس إلى الإحباط في صفوف فصائل المتمردين بلا استثناء، وغياب المفاوضات”ويضيف “لدينا انطباع بأن أخذ الأموال من دافعي الضرائب لإرسال السنغال في الأدغال لن يحقق أي نتيجة”.
يذكر أن الصراع في كازامانس واحد من أطول الصراعات في غرب القارة الأفريقية، إذ يعود اندلاعه إلى العام 1982 عندما أعلن متمردو القوى الديمقراطية خوض تمرد محدود من أجل استقلال كازامانس عن السنغال، وقد توصلت الحكومة وحركة القوى الديمقراطية لكازامانس لاتفاق سلام قبيل انتهاء المأمورية الأولى من حكم الرئيس واد ، لكن الهجمات تصاعدت في الأشهر الأخيرة، منذرة بتشرد الآلاف من المدنيين بسبب القتال.
ويتولى كروما سانييه زعامة أحد أكبر فصائل التمرد في كزامانص خلفا لرجل الدين المسيحي اوغستان دياماكون سنغور الذي توفي في 14 يناير من العام 2007 ودفن في مقبرة الكهنة الكاثوليك في (بران) التي تبعد عشر كيلومترات غرب زيغينشور كبرى مدن كازامانس.
وكان الاب اوغستان دياماكون سنغور هو من وقع بصفته زعيم حركة القوى الديمقراطية اتفاق سلام مع الحكومة السنغالية في 2004 كان يفترض أن ينهي حركة التمرد الانفصالية في كازامانس.وقد شهد الوضع على الأرض تحسنا كبيرا في أيام زعامته بعد الاتفاق، لكن معارك متقطعة تسجل منذ منتصف أغسطس الماضي بين الجيش السنغالي وبعض التنظيمات المنشقة عن حركة التمرد الأصلية.