بعد جلسة مغلقة أنهى القادة وممثلو الدول العربية في قمة سرت قمتهم بتلاوة بيان ختامي مقتضب، وتنازل رؤساء الدول عن خطاباتهم التي درجوا على إلقائها في ختام المؤتمر.
واتفق الزعماء العرب على عقد قمة استثنائية في سبتمبر المقبل لمتابعة نتائج القمة الثانية والعشرين التي اختتمت أعمالها اليوم بمدينة سرت الليبية، بعد أن استكملوا مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها وفي مقدمتها قضية القدس ومسألة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي مقتضب إن القمة اختتمت أعمالها بعد أن تمت معظم المناقشات بجلسات مغلقة، مشيدا بما أسماه التوافق العربي على معظم القضايا.
وأصدرت القمة وثيقة أطلقت عليها وثيقة سرت تضمنت عددا من القرارات والمواقف التي اعتبرها المراقبون مختلفة.
وجاء في الوثيقة انه “استنادا الى الاهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الجامعة العربية واستجابة للمتغيرات الدولية التي شهدها العالم وألقت بظلالها على المنطقة العربية، واستشعارا لخطورة الوضع الدولي والاقليمي الراهن وتأثير الازمة الاقتصادية العالمية وما يفرضه ذلك من ضرورة تنسيق وتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته والارتقاء بأداء الجامعة العربية وبلورة موقف موحد لمواجهة الاخطار المحيطة بالمنطقة العربية، وانطلاقا من تقييم مسيرة العمل العربي المشترك وما يواجهه من عقبات: يؤكد القادة العرب على ضرورة المضي قدما في تطوير آليات العمل العربي المشترك واسلوب عمله ومضامينه بما يمكن من تحقيق تطلعات وأماني الشعوب العربية”.
وعبرت الوثيقة عن الارتياح ازاء الجهود العربية التي بذلت منذ اقرار الانعقاد الدوري للقمة العربية وما صدر من قرارات انطلاقا من قمة عمان 2001 لتطوير آليات العمل العربي المشترك.
وأثنت القمة على ما طرحه العقيد معمر القذافي في دورات القمم العربية في عمان والجزائر والدوحة من قضايا جوهرية تمس حاضر الامة العربية ومستقبلها.
وجددت الوثيقة العزم والتصميم على المضي قدما في هذه المسيرة لتحقيق تطلعات الشعوب العربية وآمالها ومصالحها القومية، والأمل في أن تمثل قمة سرت انطلاقة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك.
وأكدت الوثيقة أنه بعد مناقشة مقترحات الرئيس اليمني بشأن اقامة اتحاد الدول العربية والاقتراحات والافكار المقدمة من جانب الدول العربية في هذا الشأن ورؤية قائد الثورة الليبية بشأن اقامة الاتحاد العربي.
وبناء على ما أبداه القادة العرب من رغبة جماعية في تطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يتماشى مع متطلبات المرحلة وفي ضوء ما تواجهه الدول العربية من تحديات وبالاطلاع على مقترحات أمير دولة قطر اتفق القادة العرب على النقاط الواردة في الوثيقة وهي:
1ـ تطوير منظومة العمل العربي المشترك والتعهد بتوفير الموارد والامكانات بما يسمح لها بالقيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها وتحقيق المصالح العربية.
2ـ الترحيب بالمبادرات والأفكار التي تقدمت بها العديد من الدول العربية في هذا الشأن.
3ـ تشكيل لجنة خماسية عليا من الجماهيرية الليبية ومصر واليمن وقطر والعراق وبمشاركة الامين العام لجامعة الدول العربية للاشراف على اعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك ستعرض على الدول الاعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية قبل عرضها على قمة استثنائية مقررة في أكتوبر 2010.
4 ـ تقوم اللجنة الخماسية العليا بالتشاور مع الملوك والامراء والرؤساء العرب ببلورة مشروع وثيقة التطوير المشار اليها.