وأشار البيان إلى أن جميع اعترافات ولد صلاحي “تمثل مشكلة للأمركيين لأنها إنما انتزعت تحت التعذيب ، ولاقيمة لها من الناحية القانونية“.
وأضاف :”لقد قرأنا ببالغ الأسي ما تناقلته بعض صحفنا المحلية بتصرف غير نزيه من إشاعات عن ابننا محمدو ولد صلاحي ، فلسنا نستغرب البتة أن تصدر صحيفة الواشنطن بوسط مثل هذه التلفيقات المغرضة وهي صحيفة معروفة بموالاتها للمخابرات الأمريكية والسير على نهجها، ولكن من العجيب أن تنشر صحفنا هذه الأكاذيب وبلهجة أشد و كأنها تصدق فحواها!!!! أما كفى محمدو أن حكومتنا المنصرفة زهدت فيه وباعته للأمركيين كي يسوموه سوء العذاب حتى تتناول صحفنا مثل هذه الأقاويل وكأنها سبق صحفي“.
وانتقدت الأسرة في بيانها بشدة القول بأن محمدو عميل للأمريكيين، واصفة الأمر بأنه “غير منصف”، وأضاف بيان الأسرة :” ولنفترض أنه عميل ولكن : ضد من ؟ هناك إجابتان محتملتان : إما أنه مجند داخل السجن وهو يعمل ضد السجناء وهذا الإحتمال نفاه التقرير نفسه حيث قال إن أمريكا وضعته بمعزل عن السجناء الأخرين ، فمن أين له المعلومات عن هؤلاء، أما الإحتمال الثاني فهو أنه يعمل ضد القاعدة، إن محمدو يقبع في السجن منذ أكثر من تسع سنوات وإذا ما افترضنا جدلا أن لديه معلومات بالغة الأهمية عن القاعدة فإنه لاقيمة لها من الناحية الأمنية بعد كل هذه المدة، اللهم إلا إذا كان علي اتصال مع القاعدة يستشيرونه قبل كل عملية، وهو بدوره يخبر الأمريكيين تباعا بالتفاصيل، إنه لاشيء أكثر عداءا للمنطق من هذا“.
وقال بيان أسرة صلاحي إنه كان من الأجدر بالصحف الالكترونية الموريتانية “بدلا من التسابق إلى نشر هذه المعلومات المغالطة أن تكذب الإشاعة لأنها كاذبة ولأن الجميع يعرفون محمدو وقدأثبتت الأيام أنه لم يتغير”. مشيرا إلى أن صحيفة ديرشبيغل الألمانية خلصت في تقرير مطول في مارس2009 إلى أن من أسباب تعرض ولد صلاحي لهذا النوع من التعذيب أنه “لم يكن يبدي أي نوع من التعاون تجاه المحققين”، وعلق البيان بأن الصحف الموريتانية لم تشر إلى هذا التقرير.
وتطرق البيان الذي تلقته صحراء ميديا ليل الأحد ـ الاثنين إلى مسار محمدو ولد صلاحي مع الاعتقال والتعذيب، وأكد أنه قال “لا للأمركيين في الأردن،وقد كانوا يعرضونه يوميا للتعذيب حتى كاد يختفي من شدة الهزال/ وكانو يصورونه عاريا، و قالها لهم في باغرام و كانو يسحبونه على السلالم ويتهكمون منه“.
وأشار البيان إلى أنه ولد صلاحي “لا يزال يقول لا في غوانتانامو وقد ذاق فيها الأمرين”، مذكرا بتوقيع وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد مذكرة تسمح باستخدام “أساليب استجواب خاصة” ضد ولد صلاحي باعتباره سجينا ذو قيمة عالية ، “ولهذا احتجزوه وأهانوه كل هذه السنين الطويلة” يقول البيان.
وأكدت أسرة صلاحي في بيانها أنها تطمإن جميع المتعاطفين مع محمدو وأنه “لم يكن يوما عميلا ولن يكون، ولو كان يريد مكفأة لسلك طريقا أسهل عليه بكثير”. معتبرة الشائعات بهدف “إ يهام الشارع والرأي العام أن المخابرات وجدت أسباب كافية ضده وأن طرقهم ناجحة في أخذ الاعترافات، وبعدها المسامحة وإطلاق السراح!!! سبحان الله من يصدق هذا؟ لا أحدطبعا…. لا عفوا بل صحفنا تصدقه، وتتلقفه”. حسب تعبير البيان.
وختم البيان القول إن سبب هذه الشائعات هو “الإيقاع بين الإخوة المعتقلين فيما بينهم سواء البريء أو المذنب”. مؤكدا أن ولد صلاحي “ليس الأول ولن يكون الأخير في بحر إشاعات المخابرات الامريكية الذي طالت أمواجه كل الأقطار”.