لا يخفى على من يتابعون الساحة السياسية في بلادنا أن الخطاب الذي وصلت إليه المعارضة الموريتانية يعكس مستوى من اليأس السياسي الذي يدعو للرثاء.
وتكشف لغة الخطابات التي انتهجتها بعض قوى هذه المعارضة مؤخرا عن تعامل عبثي مع مصالح البلاد وسعي متواصل لاختلاق أزمات وهمية عبر الإساءة إلى مختلف البرامج والأنشطة التي تقوم بها السلطات رغبة منهم في زعزعة أمن البلاد وصرف الأنظار عن الإنجازات الميدانية التي تشهد عليها ورشة البناء المتواصلة في عموم الوطن.
ويبدو أن هذه القوى التي تتستر بثوب المعارضة قد فقدت توازنها منذ فاجأتها غالبية الشعب الموريتاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة باختيار برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وعبّر الموريتانيون عن رفضهم الانخداع بخطابات الذين نهبوا خيرات الشعب و يصرون على التظاهر الزائف بالدفاع عن مصالحه.
وهكذا كشفت الأحداث المتلاحقة عن فقدان هؤلاء بوصلة الاتجاه الصحيح فعمدوا إلى تسييس ملف رجال الأعمال ولكنهم فشلوا ، تماما كما فشلوا في استغلال ملف الصحفي حنفي ولد الدهاه الذي يعود إلى فترة كان فيها رئيس الجمهورية خارج السلطة.
وحتى عندما يتعلق الأمر بإنجاز يجسد المساواة والعدالة والشفافية كما هو الحال مع علاوات السكن والنقل التي تم تعميمها على جميع موظفي الدولة نجد أنهم يحاولون أن يقلبوا الحقائق ويؤلبوا بعض القوى النقابية المسيسة للتغطية على هذه الخطوة التي لا ينتقص منها إلا مكابر أو من بقلبه مرض.
وعندما يتعلق الأمر بتوفير تجهيزات صحية وتعميم خدمات طبية مجانية لمرضى الكلى أو الملاريا تراهم يرفعون أصواتهم فوق صوت المصلحة التي لا تحتمل التشكيك.
ولم يقف مستوى الانتهازية السياسية لهؤلاء عند القضايا الوطنية الداخلية فتراهم يسارعون في المس من سيادة لبلد ويثيرون اللغط حول علاقاته الخارجية، وعندما يزور رئيس الجمهورية إيران ترتفع أصواتهم، وعندما تقطع البلاد علاقاتها نهائيا مع إسرائيل التي كان قطع العلاقات معها مطلبا شعبيا نجدهم يثيرون الشكوك رغم اعتراف المسئولين في الدولة العبرية بالأمر .
ولا يكتفي هؤلاء بالنيل من سيادة البلد وقرارات السلطات الهادفة إلى تحقيق المزيد من الاستقلالية في علاقاتها الدولية، بل نجد أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ويسعون إلى بث الفرقة بين أبناء الوطن لمجرد أن بلادنا خلدت يوم اللغة العربية رغم أنها خلدت نفس الأسبوع اليوم العالمي للفرانكفونية.
لقد آن الأوان للذين يتلاعبون بالرأي العام ويشوهون مسيرة التنمية الحافلة بالإنجازات الملموسة تحت قيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يفهموا أن الشعب الموريتاني شب عن الطوق، ويفرق بين الخطابات الجوفاء والأفعال الملموسة كما أن خدعهم اللفظية لم تعد تنطلي على أحد.
ولم يعد من المقبول في عصر الفضائيات وثورة المعلوماتية أن يخلط السياسيون بين المعارضة الجادة التي تعتمد النقد البناء وتحترم الحقائق القائمة وتلك التي تنتهج الانتهازية والبحث عن السلطة حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح الشعب وثوابته.