طالعت على موقع صحراء ميديا موضوعا عنونه كاتبه بعنوان: “القرضاوي… (ما اعليش عندكم كفاية)، وقد وقع باسم يحي السالك.
وقد أردت بعد قراءته أن أسطر الملاحظات التالية:
أولا: فائدة معرفة الإنسان لحجمه وموقفه، فائدته العمل بمقتضى ذلك، فلا فائدة “من علم بدون عمل”، وما دام مسطر الموضوع وصف نفسه بأنه “قزم”، وغير “جديرا بالكلام عن عالم وحبر من علماء المسلمين المحترمين، و لا التطاول على هامته الشامخة” فقد كان الأولى الالتزام بما شهد به على نفسه، والناس مصدقون على أنفسهم فيما أقروا به.
ثانيا: تحدث كاتب الموضوع عن متابعته لمحاضرة الدكتور يوسف القرضاوي عبر إذاعة موريتانيا، ناقلا طرفا منها، ومعتبرا أن حديث الشيخ عن عبودية العلم، وعن وجود الرق في موريتانيا فيه نوع استهزاء، وبعيدا عن نقاش الموضوع معه، لاحظت -فقط- ملاحظة توحي بعدم دقته في النقل، عندما قال إن الشيخ القرضاوي “أضاف بنبرة خاصة و بلهجته العامية {ما اعليش عندكم كفاية…} وسط ضحكات البعض و ابتسامات الآخرين! ! !.
ولعل الإذاعة نقلت الابتسامات أو أن الكاتب تابع الموضوع من خلال وسيلة أخرى… الله أعلم.
ثالثا: صرف الكاتب حديث الشيخ إلى السخرية، ومع أنه لا شيء من الموضوع – سوى الابتسامات المرئية في الإذاعة- يوحي بذلك، فقد أصر الكاتب عليه.
ولعله لم يتابع كتابات العلامة القرضاوي الكثيرة حول الموضوع، وآخرها مقابلته مع موقع الأخبار قبل أقل من أسبوع، والتي نفى فيها كل شرعية لهذه الممارسة، إلا عن طريق شرعي واحد، مؤكدا أن لو طبق الإسلام وتعاليمه لكان الرق قد اختفى نهائيا.
ومع –إشفاقي عليه لأنه أحس بمرارة تعتصره من الداخل- بسبب أن القرضاوي قال إن “من علمك حرفا فهو مولاك أو أنت له عبدا”، لكن مرارة الأخ الغيور على موريتانيا لم تدعه مرة للكتابة عن ممارسات الاسترقاق المنتشرة بكل الأساليب، وعلى رأسها ادعاء المشيخة الدينية والكذب على الله من خلال تشريع طرق للاسترقاق ما أنزل الله بها من سلطان.
رابعا: لنفترض أن الرق منتشر في كل مكان، وأن العالم بأجمعه يسهر على الممارسات الاسترقاقية ويحمي أصحابها، هل يشكل هذا مبررا لاستمرارنا فيه، وعدم الحديث عنه وشجبه.
إذا كانت الممارسات الاسترقاقية منتشرة في مصر وفي الخليج، فهل يمنع على القرضاوي الحديث عنها في موريتانيا، لعل خطابه في موريتانيا –بعد الاستقبال الباهر الذي خص به- يكون له تأثير يخفف من آثار الموضوع ومخلفاته.
خامسا: كان عجبي –من موقع صحراء ميديا أكثر- لأني ومنذ فترة أحاول فهم طريقته في اختيار المواضيع التي تنشر عليه، والآراء التي تجد طريقها من خلاله، لكن يبدو أن للموضوع أبعادا تصعب الإحاطة بها، أرجو أن تجد المهنية والموضوعية والإنصاف مكانا ضمنها، حتى ولو كان في مؤخرة الترتيب.
إدومو محمد