أفادت مصادر اسبانية أن حكومة مدريد لم تكن على علم بالعملية العسكرية التي نفذتها القوات الموريتانية بعلم من باريس أمس الخميس في الأراضي المالية.
وأكدت المصادر أن مدريد “لو كانت تعلم لعارضتها لأنها تعتقد أن حل مشكلة الرهائن يمر أساسا عبر التفاوض وليس عبر القوة العسكرية”، بحسب تعبيرها.
وأعربت جمعية غير حكومية اسبانية عن قلقها الشديد للانعكاسات المحتملة للعملية العسكرية الموريتانية لتحرير رهينة فرنسي على حياة رهينتين اسبانيتين في يد تنظيم القاعدة للمغرب الإسلامي، في حين تؤكد حكومة مدريد أن المختطفين يوجدان في وضع غير مقلق.
ويسود قلق في الأوساط الإسبانية جراء الانعكاسات السلبية للعملية على المختطفين الإسبانيين روكي باسكوال وألبرت فيلاتا المحتجزين لدى تنظيم القاعدة الغرب الإسلامي منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما جرى اعتقالهم في الأراضي الموريتانية رفقة مواطنة اسبانية أخرى كانوا جميعا في قافلة إنسانية تحمل مساعدات لقرى موريتانية وسنغالية. وجرى الإفراج عن المواطنة الإسبانية بعد إعلانها دخول الإسلام، بحسب بيان صادر عن المختطفين.
وأكد فرانسيسك أوسان مدير جمعية ‘برشلونة للعمل التضامني’ التي ينتمي إليها الرهينتان اليوم الجمعة أن العملية العسكرية مقلقة للغاية، إذ لا يمكن التكهن برد فعل الجماعة التي تحتجز باسكوال وفيلاتا، مؤكدا في هذا الصدد ‘العملية العسكرية تسبب مشاكل وتعيق مسلسل التفاوض وقد تعرقله بصفة نهائية. واستطرد مصرحا أن الجمعية لا تتوفر على معلومات حول الوضع الصحي للرهينتين من طرف الحكومة. وفي الوقت ذاته، ناشد حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو جعل هذا الملف ضمن الأولويات القصوى وتكثيف التحرك من أجله.
النائبة الأولى لرئيس الحكومة تيريسا فيرنانديث دي لفيغا صرحت في ندوة صحافية، بعد يوم من عملية الجيش الموريتاني، أن ‘المعلومات المتوفرة لدى الحكومة تؤكد أن الرهينتين الاسبانيتين بخير وأن الجماعة التي تحتجزهما غير تلك التي تحتجز الرهينة الفرنسي’.
وكان وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس قد قام بزيارات لكل من موريتانيا ومالي في محاولة لإيجاد حل لعملية الاختطاف هذه. ويسود الاعتقاد بأن الاسبانيين محتجزان لدى قوات مسحلة تابعة للقاعدة في منطقة شمال مالي.
وكانت وسائل الاعلام قد تحدثت عن صفقات مقابل الإفراج من ضمنها فدية مالية تبلغ خمسة ملايين دولار قبل إضافة شرطابلإفراج عن معتقلين في سجون موريتانيا يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة.