الحسين “نقيب” الصحفيين في “غرة محرم” وجامع شملهم بعد أن كانوا “شيعا ومذاهب”
نواكشوط ـ سعيد ولد حبيب
.. وهو في اخر ثلاث سنوات من عقده الثالث يخطو باحساس الشاب المرهف الى المسؤولية الجديدة .. ولانه يجتاز موكب الزهور الاصطناعية التى وضعت حول خاصرة منصة قصر المؤتمرات، يتوقف الحسين ولد امدو برهة ليتذكر ايام كان في عمر تلك الورود، في فضاء لعصابة حيث الماء والخضراء وبعض من رطوبة و اشعة شمس متعامدة.. طوال العام ..وطموح يعززه ذكاء كبير لصاحب الجسم النحيل..
ثم تمر حركة التاريخ بسرعة محرك البحث “غوغل” .. كيف كان هاجس الصحفي والكاتب والنقيب يداعب خياله واحلامه.؟ ثم ينتقل الى “اللحظة” التى ربما لم تكن هي بتفاصيلها الانية الدقيقة ما كان يتوقعه وان كانت بالتاكيد شبيهة او قريبة جدا لما رسمه في مخيلته وما اجتهد من اجله خلال دراسته وتجربته القصيرة نسبيا.
مئات الصحفيين من مدارس وخلفيات ايديولوجية متضاربة .. وجوق من امناء عامين لثلاث وزارات متتالية .. الاعلام .. الثقافة.. حقوق الانسان.. وضيف من الـ”هابا” وضيوف من صحافة دولية .. وممثلين لنقابات في الجزائر والمغرب والسنغال واخرين و96 بالمائة من اصوات الصحفيين الذين اتوا بقناعات ذاتية ان ذلك الشاب قمين بتلك المسؤولية جانب من سنوغرافيا مشهد انتخابات النقابة .
اصبح الحسين ولد امدو نقيبا للصحفيين الموريتانيين بعد ثمانية اشهر عاشتها النقابة داخل رحم الاحلام .. تجاوز الصحفي والكاتب والاستاذ في الاعلام في موريتانيا محمية من الغام في الفصل الاول من مشهد اقرب الى “الدراما” في تجلياته اذ لم يكن احد يتوقع ان صحفيين من الاعلام العمومي والخصوصي يتفقون تحت سقف واحد على نقيب واحد دون ان تحصل شوشرة تقلب الموازين ، لقد عكس مخاض النقابة من خلال المكتب المؤقت نضج التجربة الجديدة رغم انها الاولى، واستطعنا جميعا ان نسمو بخلافاتنا ومذاهبنا وايدولوجياتنا عن كل تلك المنغصات والاكراهات يقول ولد امدو .
ولعل ابلغ تعبير هو ذاك الذي قدمه الصحفي بخمخم من الشقيقة الجزائر حينما قال “إن ما حصل في هذا البلد يستحق ان يكون درسا يتعلم منه الاشقاء ..لقد قامت النقابة المؤقتة بجهود ذاتية ومنح النقيب المؤقت الجديد معظم وقته لها حتى اشتكى سائر افراد اسرته من غيابه الدائم عن البيت بسبب الاجتماعات والنقاشات الماراتونية التى شكلت نسقا جديدا في حياته وممارسته ـ
واجهت النقابة وهي التى ولدت في جو من التوتر السياسي والامني والمعاناة التى طالت كل الصحفيين في القطاع العمومي والخصوصي، تحديات كبيرة وهي تروم الوجود .. ضغوط واغراءات من السياسة ورجال المال وعتب وامتعاض في صفوف منتسبين الى حقل الاعلام، لكنها ظلت محافظة على توازن في التعاطي مع كل تلك الظروف ولعل التصويت الذي حظيت به لائحة النقيب ابلغ دليل على مدى نضج التجربة، فقد صوتوا للائحة باكثر من تسعين في المائة “وهو اول رقم بهذا الحجم لا تعتريه شائبة من تزوير ولا عدم شفافية في تاريخ الانتخابات العربية” يقول احد الصحفيين
لم يكن وصول الحسين ولد امدو الى هذه المرحلة نتاج الصدفة ولكنه خلاصة تجارب ومراحل رسمت طريق الرجل الشاب ، حصل ولد امدو على شهادة الباكالوريا في الاداب العصرية، متفوقا من مجموعته في ثانوية كيفه عاصمة ولاية لعصابة/ ثم نال المتريز في الاداب من جامعة الجزائر، ثم دكتوراه سلك ثالث في علوم الاتصال بالاضافة الى شهادتي متريز من جامعة نوكشوط في العلاقات الدولية والاداب، ويعكف ولد امدو حاليا على دكتوراه دولة عن السلطة والصحافة في المغرب العربي ، وفي الميدان العملي يعمل استاذا للاعلام في كل من المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية وجامعة نواكشوط كما يعمل موظفا في قطاع الاتصال بوزارة الصحة.
عرف عن نقيب الصحفيين الموريتانيين انه كان الاول من مدرسته وحصل على شهادة احسن مقال صحفي حول هداف الالفية واحسن مقال صحفي حول حوار الحضارات وذلك في الولايات المتحدة الامريكية ، وهو مهتم بالادب والفلسفة والقانون والعلوم الانسانية وقد عمل مراسلا لعدة صحف وطنية اضافة الى انه شاعر شعبي وهو يحفظ الكثير من الادب الحساني
نقيب الصحفيين الموريتانيين متزوج واب لطفلة .. وهو اليوم يضيف الى بيته عبئا جديدا هو النقابة التى يظل تعاطيه معها المحك الحقيقي لمدى قدرته على السير في محيط مليء بالالغام ..!