واجه غاي سكوت أول رئيس أبيض لزامبيا احتجاجات واتهامات بكونه لا يحترام ثقافة الزامبيين بعد أن أقال زعيم الحزب الحاكم في حين أن الأمة لا تزال في حداد على الرئيس الراحل، مايكل ساتا؛ الذي توفي الأسبوع الماضي.
وقال شهود عيان إن العشرات من أعضاء الجبهة الوطنية قاموا بأعمال شغب أمس الثلاثاء في لوساكا الليلة الماضية، وأضرموا النار في إطارات سيارات وهددوا بتحطيم مركبات.
وأعلن الرئيس غاي سكوت إلغاء إقالة إدغار لونغو من منصب الأمين العام للحزب والذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع والعدل.
وأسند ساتا مهامه إلى لونغو كرئيس مؤقت عندما سافر الأول للعلاج في لندن.
وبعد وفاته، يوم 28 أكتوبر، عين نائبه الرسمي سكوت رئيسا.
وعند السماع بإقالته من زعامة الجبهة الوطنية، اتهم لونغو الرئيس الجديد بعدم احترام ثقافة زامبيا من خلال اتخاذ مثل هذا القرار المهم قبل حتى أن يدفن ساتا. ومن المقرر تشييع جنازة ساتا في 11 نوفمبر الجاري.
وقال لونجو إن “الرئيس ساتا يستحق أن يكون هناك حداد عليه بكل كرامة وسلام واحترام”.
ويحظر على سكوت الترشح للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون ثلاثة أشهر لأن والديه ليسا زامبيي المولد ولا هما من أصل زمبي.
وتباينت الآراء خلال الفترة الوجيزة لرئاسة سكوت ،ما بين فريق لا يبالي أن يكون الرئيس أبيضا في حين يرى فريق آخر أن سكوت سيعيدهم إلى الحقبة الاستعمارية.
وحصلت زامبيا، المعروفة سابقا باسم روديسيا الشمالية، على استقلالها عن بريطانيا عام 1964 . وكان أول رئيس لها هو كينيث ديفيد كاوندا.
ورغم أن سكوت أصبح الرئيس المؤقت، إلا أنه لا يحق له تولي منصب الرئيس بسبب أصله الاسكتلندي، حيث ينص الدستور على أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون زامبيا ولد أبويه في البلاد.
ومن المتوقع أن تجري انتخابات رئاسية في غضون 90 يوما.
وسيصبح سكوت أول زعيم أبيض لدولة تقع جنوب الصحراء منذ أن ترك فريديريك ويليم دي كليرك منصبه رئيسا لجنوب أفريقيا عام 1994.
وقال لصحيفة تليغراف البريطانية إن ترقيته المفاجئة كانت “صدمة للنظام”، لكنه أضاف أنه “فخور للغاية لأنهم عهدوا إليه بها”.
وظل سكوت (70 عاما) وهو خبير اقتصادي تلقى تعليمه جامعة في كامبريدج، نشطا على الصعيد السياسي في زامبيا لعقود. وقد انضم إلى الحركة من أجل ديمقراطية التعددية الحزبية التي كانت تناضل من أجل إنهاء حكم الحزب الواحد عام 1990 ثم شغل منصب نائب في البرلمان ووزير زراعة.
وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي، ترك سكوت الحركة لتأسيس حزب آخر وانضم في وقت لاحق إلى حزب الجبهة الوطنية بزعامة ساتا عندما تم تأسيس الحزب عام 2001 .
وكان الرئيس الزامبي ساتا (77 عاما) قد غادر زامبيا إلى لندن قبل حوالى أسبوعين لتلقي العلاج الطبي من مرض لم يكشف عنه. وكان برفقته زوجته وأفراد عائلته.
وتوفي ساتا الذي حكم زامبيا في منذ عام 2011، بعد خروجه من المستشفى في لندن للحصول على رعاية طبية في غرفة فندقية.
وكان ساتا يعاني من اعتلال صحته منذ فترة من الزمن، وخلال الفترة الأخيرة ظل ظهوره العلني نادرا بشكل كبير.