وكان المشعوذ، وهو رجل مسن، قد توفي يوم 28 أكتوبر الماضي، في عيادة “باستور” وهي واحدة من أكبر العيادات الخاصة في العاصمة المالية باماكو.
وبحسب ما أكده المصدر الطبي الذي تحدث لـ”صحراء ميديا” فإن القصة بدأت عندما اتصلت عائلة من غينيا بالمشعوذ المقيم في باماكو، وطلبت منه أن يأتيها لمعالجة أحد أفرادها أصيب بـ”إيبولا” مقابل أموال طائلة، وهو ما وافق عليه المشعوذ.
وبعد فترة قصيرة رجع المشعوذ إلى باماكو وظهرت عليه علامات الإصابة بالفيروس فتوجه إلى أكبر عيادة خاصة في المدينة، حيث دفع مبلغاً كبيراً مقابل علاجه وإخفاء إصابته عن السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية التي تنشط في مالي.
توفي المشعوذ ولكنه قبل ذلك نقل الفيروس إلى الممرض الذي كان يتولى الإشراف عليه، ولكن الممرض لم يصمد كثيراً حيث توفي أمس الثلاثاء.
بُعَيْد وفاة الممرض أبلغ أحد زملائه من الممرضين السلطات الصحية في باماكو بالقصة.
السلطات اتخذت على الفور إجراءات وقائية لمنع تسرب الفيروس إلى سكان العاصمة البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة، فيما قالت مصادر لـ”صحراء ميديا” إن العيادة الخاصة المذكورة وضعت تحت الحظر وطوقتها الشرطة بشكل كامل.
وكانت مالي قد عرفت الشهر الماضي ظهور أول حالة إصابة بالفيروس لطفلة تبلغ من العمر عامين قادمة من غينيا، توفيت بعد أسبوع من احتجازها في مدينة خاي، وتم وضع أكثر من مائة شخص في الحجر الصحي حتى التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.
من جهة أخرى ظلت مالي ترفض إغلاق الحدود مع غينيا التي ظهر فيها الفيروس أول مرة مطلع العام الجاري، فيما كانت جميع بلدان غرب القارة الأفريقية قد أغلقت حدودها مع البلدان التي ظهر فيها الفيروس.