فاز المحامي الموريتاني الشاب محمد ولد سيدي محمد ولد المصطفى بجائزة المسابقة الدولية للمرافعات في مجال حقوق الإنسان، التي احتضنتها نواكشوط، وأعلنت نتائجَها لجنة التحكيم التي أشرفت عليها، أمس الخميس.
وحصل ولد المصطفى على الجائزة الثانية، ليكون المحامي الموريتاني الوحيد الذي تمكن من الفوز، حيث حلت المحامية السورية ايدين ايزولي في المرتبة الأولى، بينما حلت المحامية الفرنسية آن سوليك ثالثة.
ونظمت المسابقة بالتعاون بين الهيئة الوطنية للمحامين في مورتيانيا، والمعهد الدولي لحقوق الإنسان والسلم، وشهدت تقديم مرافعات تتعلق بأحداث معينة يفترضها المحامي من الواقع، ويبني على أساسها مرافعته.
وحملت المرافعة الموريتانية الفائزة عنوان (يتامى الاختفاء القسري)، وتحدث عن واقع فتاة يوجد والدها في حالة اختفاء قسري (سجن غير معلن)، مما تسبب في منعها من حقوقها، حيث لم تتمكن من الحصول على وثائق مدنية، ولا على بعض الحقوق المرتبطة بوجود الوالد.
وركز المحامي محمد ولد سيدي محمد ولد المصطفى على ما تعانيه الطفلة التي تبحث عن والدها المختفي منذ ثلاث سنوات، وذلك بصفتها نموذجا للأشخاص المتأثرين بحالات الاختفاء القسري في موريتانيا.
وتناولت المرافعة الفائزة بالجائزة الأولى، للسورية ايدين ايزولي قصة أسرة سورية كردية لا تملك وثائق ثبوتية كعدد كبير من الأكراد السوريين، وتهاجر من منطقة الحسكة، بحثا عن مكان أكثر أمنا بفعل هجمات القوات الحكومية.
فيما كان موضوع المرافعة الفائزة بالجائزة الثالثة للمحامية الفرنسية آن سوليك ، تجربة عاشها ثلاثة سجناء في أنغولا، يتعرضون للاعتداء والتمييز العنصري بسجن خاص بالعبيد، وقبعوا فيه لعقود.
وشارك في المسابقة محامون من بعض البلدان، منها موريتانيا وسوريا ولبنان وفرنسا، وأشرف على افتتاحها مساء أول أمس الأربعاء وزير العدل سيدي ولد الزين.
وأوضح وزير العدل في كلمة له أن دور القضاء لم يعد يقتصر على مجرد الفصل في المنازعات، بل تجاوز ذلك إلى أشياء لاتقل أهمية حيث أصبح أهم أداة لاستتباب الأمن والسلم الاجتماعيين وجلب الاستثمارات، كما أصبح يشكل أهم دعامة لضمان إرساء دولة القانون التي تكفل الحريات الفردية والجماعية.
من جهته شكر أحمد سالم ولد بوحبيني نقيب الهيئة الوطنية للمحامين كل من ساهم في تنظيم هذه التظاهرة، مبرزا الدور الهام الذي يلعبه المحامي في رفع الظلم وإنصاف المظلومين.
وأبرز كل من سبستيان بوترو بونتير مدير المعهد الدولي لحقوق الإنسان والسلم ألتينو دسوزا القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية أهمية هذه المسابقة، التي تركز على الحريات الأساسية والمساواة والعدالة وضرورة تجسيد هذه المبادئ والدفاع عنها.