وعلمت صحراء ميديا من مصادر محلية أن القيادي واسمه هارون سعيد افنوا، قتل في منطقة تادلوقت قرب ابيبرا شمالي مدينة كيدال.
وحاصرت كتيبة فرنسية رفقة مجموعة من المقاتلين الازواديين، القيادي الإسلامي، ولكنه رفض الاستسلام، مما أدى إلى اشتباك الطرفين، إلى أن تدخلت طائرة حربية فرنسية لتحسم الموقف بقصف السيارتين.
وحسب مصادر مقربة من عائلة القتيل، فقد كان في موكب من سيارتين، برفقته ابناه (8 سنوات و 12 سنة)، ولم يعثر على جثتي الطفلين، ورجحت المصادر إمكانية احتفاظ الفرنسيين بهما.
ووقع الهجوم قرب حي من البدو الرحل، هم من نقل تفاصيله إلى أقارب هارون سعيد.
وتلقى هارون تدربه في ليبيا مع اياد اغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، وكان من بين أبرز القادة في تمرد الطوارق في تسعينات القرن الماضي، وبعد ذلك اندمج في الجيش المالي في إطار إحدى اتفاقيات السلام وكان برتبة قائد، قبل أن ينضم مجددا إلى التمرد.
وينحدر هارون موسى من قبيلة افوغاس ذات السيادة التقليدية في منطقة كيدال، وهو أحد أقارب إياد أغ غالي، كما شارك إلى جانب الزعيم الطارقي الراحل ابراهيم آغ باهنغا في حروبه ضد الجيش المالي.
وكان القيادي القتيل قد أصيب برصاصة في رقبته خلال مواجهة مع الجيش المالي في التسعينات، مما أدى لتعرضه بجرح خطير، تعافى بعدها وعاد للحمل السلاح، وكان قياديا بارزاً في كل المواجهات التي دارت بين الطرفين.
التحق بالحركة الوطنية لتحرير ازواد منذ تأسيسها، وانشق عنها في نوفمبر 2011 لينضم إلى رفيق دربه اياد أغ غالي في مشروعه “الجهادي” في جماعة أنصار الدين، وهو المسار الذي اختاره حتى مقتله.
تشير بعض المصادر إلى أن هارون سعيد كان العقل المدبر لما جرى في 23 مايو 2006، حين سيطر متمردون ضباط من الطوارق على الثكنات العسكرية في مدينة كيدال دون إطلاق رصاصة واحدة، وهي العملية التي هيأ فيها هارون كافة الجنود والعتاد بإيعاز من إياد أغ غالي بعد ما قيل آنذاك إنه محاولة اغتيال لغالي دبرتها الحكومة المالية.
وتتحدث مصادر محلية عن خطة هارون لاقتحام المنطقة العسكرية في كيدال، واتصاله بقائد المنطقة ليخبره بأنه سيشن هجوماً لاقتحام المنطقة وعرض عليه مبلغ ثمانية عشر مليون فرنك غرب أفريقي (خمسة وثلاثون ألف دولار) مقابل الاستسلام وعدم فرض حالة الطوارئ، وهو ما قبله العقيد المالي؛ ومع دخول المقاتلين الطوارق إلى المنطقة العسكرية، صادر هارون الأموال من العقيد المالي.