ألقى العلامة الموريتاني الشيخ عبد الله ولد بيه؛ نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مساء أمس الاثنين محاضرة في العاصمة نواكشوط تحت عنوان “الحوار والإعلام.. ضوابط الترشيد ومتطلبات التجديد”.
وبدأ الشيخ محاضرته بالتأصيل اللغوي لمصطلح “الصحافة” بالنصب بوصفها مكرمة، وبالكسر بوصفها مهنة، مشيدا بدور النقابة في تجميع جهود الصحفيين.
وأوضح أهمية دور الصحافة في بناء الرأي العام داعيا إلى تدعيمها والوقوف معها وقفة حقيقية لتجاوز هشاشة ظروفها و تمكينها من التعاطي مع التحديات الكبيرة التي تواجهها .
وأضاف الشيخ أن الصحافة لم تعد السلطة الرابعة بل الأولي “لأهميتها وقدرتها علي إثارة الراكد وتحريك الاهتمام وإسهامها في تنوير الرأي العام وإثارته حول القضايا التي تشغله”.
ونبه إلى أن هذا الدور يركز في بعض الأحيان على تسويق آراء ما اسماه الأقلية الجذابة لسيطرة طابع تشويقي على العمل الإعلامي.
وتطرق العلامة ولد بيه إلى مفهوم الحوار وما يكفله من التفاعل والتواصل وما يجسده من القدرة على أهمية صنع البدائل، موضحا أن الأمم الفاشلة هي التي لا تجد بدائل عن العنف، بينما يسلم الحوار إلي منطقة مشتركة يجد فيها كل طرف ذاته دون أن يجدها خالصة مستشهدا بصلح الحديبية .
وجدد التأكيد علي ضرورة العمل المتواصل لإظهار الصورة الناصعة للإسلام بعيدا عن دعاة القتل والتدمير.
وحول صدقية الحوار ووجاهته في ظل العديد من المثبطات أوضح ولد بيه ان بالعالم الغربي أساتذة جامعيون ومثقفون يحسون الظلم الواقع على البلاد العربية والإسلامية ويناصرون القضايا المحورية مبرزا انه من الواجب السعي لتعزيز مكانتهم وتوسيع دائرتهم .
وفيما يتعلق بموضوع الأقليات دعا العلامة ولد بيه إلي ما اسماه الاندماج الواعي للجاليات الذي يتميز عن الذوبان في الهوية الجديدة او التقوقع على الذات.
ودعا العلامة ولد بيه في نهاية محاضرته إلى اضفاء الطبعة الأخلاقية علي مختلف الأعمال والاعتماد علي الكفاءة في التعاطي مع المرأة والرجل، مشددا في عرضه علي أهمية دور العلماء وواجب اضطلاعهم بالقدرة على تنزيل واستنباط الأحكام بوصفهم ورثة الأنبياء.
كما نوه الشيخ حمزة يوسف منسق أمناء جامع الزيتونة بكالفورنيا بخصال الشيخ ودوره الكبير علي المستوي العالمي في مجال الدفاع عن الإسلام وتوعية المسلمين وتعزيز الحوار ونشر الصورة الناصعة للإسلام.
وكان نقيب الصحفيين الموريتانيين الدكتور الحسين ولد مدو قد عبر فى كلمة ترحيبية بالمناسبة عن اعتزاز النقابة بنوعية المحاضر والحضور مشيرا إلى أن العلامة ولد بيه يشكل امتدادا لعطاء الجامعة الشنقيطية وواحدا من أكثر علماء موريتانيا قدرة على التواصل والتعاطي مع الإعلام تنويرا وتفسيرا لشؤون الدين والدنيا؛ على حد وصفه.