قال السفير “أحمد حجاج” مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس “الجمعية الافريقية”، إن تولى موريتانيا رئاسة الاتحاد الافريقي، “ليس له أي مغزى سياسي”، لأن رئاسة الاتحاد تتم بشكل دوري، وبالتداول بين الدول، وسبق أن تولت مصر رئاسته مرتين في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
ولكن الديبلوماسي المصري السابق أكد أن تولى موريتانيا لرئاسة الاتحاد الإفريقي، يمكن أن تؤدي لتدخل الرئيس الموريتاني، لتلطيف الأجواء بين مصر وإثيوبيا، حول ملف سد النهضة، “بحكم أن موريتانيا لها علاقات جيدة مع مصر والدول العربية” حسب تعبيره.
وأضاف حجاج في تصريحات نقلها موقع “البوابة” المصري، واطلعت عليها صحراء ميديا اليوم الخميس، انه يتوجب على الدول العربية الافريقية، والبالغ عددها 11 دولة في القارة، التدخل في الأزمة ومساعدة مصر في العودة إلى افريقيا، موضحا أن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي تدخلت سابقا للدفاع عن مصر ومساعدتها في أزمة سد النهضة.
أما الدبلوماسي محمد عاصم إبراهيم، سفير مصر السابق في إسرائيل وإثيوبيا، فأشار إلى أنه مع تولى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لرئاسة الاتحاد الإفريقي، “لن يتغير الكثير في سياسية الاتحاد الذي يتبعها الفترة الأخيرة اتجاه مصر، موضحًا أن قرارات الاتحاد تأتى بأغلبية تصويتية من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد وليس قراراً منفرد للرئيس الاتحاد.
وذكّر “عاصم” أن موريتانيا ترأست الاتحاد الإفريقي للمرة الأولى منذ 43 عاما، مشيراً إلى أن تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، تأتي على خلفية الأحداث التي شهدتها مصر العام المنصرم.
وفي السياق ذاته، قال السفير خالد عثمان عضو المجلس المصري للشؤون الافريقية، أنه مع تولى موريتانيا أو غيرها من الدول الأفريقية لرئاسة الاتحاد الإفريقي “لن يتغير الكثير في سياسية الاتحاد تجاه مصر خصوصاً، بعد قرار مجلس السلم والأمن الذي اتخذه في أعقاب ثورة 30 يونيو بتجميد عضوية مصر” حسب قوله.
وأوضح عثمان في تصريحات للموقع نفسه، أن هناك الكثير من الدول الأفريقية متربصة بمصر، لذلك لن يؤتى تولى موريتانيا للاتحاد بثماره على توجهات الاتحاد خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنه من الممكن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أن نلاحظ تغير ملموس في سياسات الاتحاد تجاه مصر.
وأضاف ان هناك بعض الأصوات للجان الكونجرس أعربت عن تفاؤلها لما يجرى في مصر الآن، وبالتالي من الممكن أن يكون هناك انفراجه حقيقة في العلاقات مع الدول الأفريقية باستقرار مصر ووصلها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأجمع هؤلاء الدبلوماسيون على رضاهم عن تولى موريتانيا رئاسة الاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام 43 عاماً منذ عام 1972، مؤكدين في تصريحاتهم لموقع “البوابة”، أنه من الممكن أن تشهد مصر انفراجة قريبة في علاقتها مع بعض الدول الإفريقية، “التي تتربص بها، خاصة بعد قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد تجميد عضوية مصر بعد ثورة 30 يونيو، باعتبار أن ما حدث في مصر انقلابًا عسكريًا وليس إرادة الشعب المصري الأمر، الذي تسبب في غياب مصر لأول مرة، منذ أكثر من 51 عامًا عن القمة الإفريقية”.
وأوضح الدبلوماسيون أن علاقات مصر بموريتانيا تاريخية وعميقة وتعود جذورها إلى ما قبل الإسلام، خاصة أن مصر لعبت دورا مهما وفعالا دعم موريتانيا في بداية استقلالها، وفي تسوية الصراع الذي نشب بين موريتانيا والسنغال في عام 1989، عبر توقيع اتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية في عام 1992.
كما أن الرئيس الموريتاني أعرب عن رغبة موريتانيا في دعم العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا في كل المجالات، خاصة في المجال الثقافي والسياسي والاقتصادي، مشيدا بدور مصر في عالمها الإسلامي والعربي والأفريقي، مضيفا بأنهم يتطلعون لعودة مصر رائدة لعالمها الإسلامي والأفريقي في أقرب وقت، ومتأكدون بأن مصر سوف تتجاوز هذه المرحلة الدقيقة، وهذا ما يعكس طبيعة العلاقات الجيدة التي تشهدها مصر وموريتانيا، والتي ستؤثر حتمًا على تحسين علاقات مصر مع دول الاتحاد الإفريقي.