وجوه من مختلف دول العالم، رجال ونساء وشباب، جاؤوا من كل حدب وصوب، يتقدمهم شباب الجاليات الموريتانية ذات الوزن المهم في كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربية.
لبى هؤلاء، نداء المهرجان الدولي للسونينكي (فيسو)، والذي افتتح مساء الخميس، وحضره الآلاف، ليس فقط من الموريتانيين، وإنما من أبناء القومية السونينكية المنتشرين في دول شتى. سيتابعون طيلة أيام المهرجان عددا من الأنشطة العلمية والثقافية والفنية، تتمحور حول الثقافة السونينكية، والقضايا الوطنية.
المهرجان الذي تتواصل اليوم السبت، فعاليات دورتة الثالثة، شهد حضورا رسميا كبيرا في حفل الافتتاح الذي نظم في الملعب الأولمبي في العاصمة نواكشوط.
بدت السعادة والابتهاج على تقاسيم وجه الشيخ سيديا تانديا، رئيس جمعية ترقية اللغة والثقافة السونينكية، فقد استطاعت جمعيته تنظيم المهرجان، بدعم من الحكومة الموريتانية، ومجموعة نواكشوط الحضرية، وولاية “ايل دي افرانس” التي تضم باريس الكبرى.
نجح الشيخ سيديا، في تحريك البوصلة من مدينة خاي المالية، التي احتضنت الدورتين السابقتين من المهرجان، وأقنع الآلاف من السونونكيين الموريتانيين المقيمين في المهجر، بالعودة لأيام إلى بلدهم الأم، ليقدموا له جزءاً من تراثه الثقافي والإنساني والاجتماعي، بعد أن شكلت تحويلاتهم المالية من فرنسا وأمريكيا على وجه الخصوص، أهم الموارد المالية المنتظمة من الجاليات الموريتانية في الخارج.
موريتانيون وغير موريتانيين، قدموا للمشاركة في المهرجان، من فرنسا وأمريكا ومالي والسنغال وغامبيا وأنغولا، ودول أخرى….جمعتهم ثقافة ولغة مشتركة، يقول بعض الباحثين إنها واحدة من أقدم وأهم اللغات في افريقيا، وأقربها إلى لغات تاريخية غابرة.
وقال الشيخ سيديا وهو يخاطب الحاضرين في حفل الافتتاح “نهدف لربط التواصل بين السونونكيين المهاجرين الذين يساهمون في تنمية وطنهم، وبين أولئك المقيمين في الداخل”.
واستحضر الشيخ سيديا تانديا، تاريخ “غانا” أول امبراطورية افريقية، متحدثا عن مساهمتها في “الوحدة الوطنية” بين الموريتانيين. وعودة إلى الحاضر قال تانديا إنه يشكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز، على التسهيلات التي قدمها من أجل تنظيم المهرجان، عبر الدعم المؤسسي، والمالي.
حضور رسمي كبير شهده احتفال انطلاق المهرجان، تمثل في وزير التهذيب الوطني با عثمان، ووزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان سيدي محمد ولد محم، ووزير البيئة والتنمية المستدامة آمادي كامارا، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالموريتانيين في الخارج حواء تانديا، والمستشار الاعلامي للرئيس اسحاق محمد الكنتي.
كما حضرت الافتتاح وزيرة الثقافة الجديدة فاطمة فال بنت أصوينع، والرئيسة الجديدة لمجموعة نواكشوط الحضرية أماتي بنت حمادي. وتمثلان جهتين داعمتين للمهرجان.
ونوهت بنت أصوينع في كلمة ألقتها في حفل الافتتاح بمساهمة المهرجان في إثراء الطيف الثقافي، معتبرة أن التنوع الثقافي في موريتانيا “يعتبر مصدر قوة وعامل وحدة، حيث تلعب الثقافة دورا محوريا في تجسيد روح الحوار الإيجابي، وترسيخ المؤاخاة بين شرائح مجتمعنا مما يسوتجب منا التنويه بهذا المهرجان”.
وقالت وزيرة الثقافة إن قطاعها سينجز برنامجا طموحا “لاحتضان وصيانة وتثمين مكونات ثقافاتنا العريقة وتطويرها وتعريف العالم بها” حسب تعبيرها.
أما أماتي بنت حمادي فقد أكدت أن الدور الذي تلعبه الجاليات السوننكية في أنحاء العالم من خلال التعريف بوطنهم موريتانيا، هو ما دفع المجموعة الحضرية بالتعاون مع ولاية “ايل دفرانس” إلى دعم تنظيم الدورة الثالثة من هذا المهرجان الدولي للسونينكي.