خاص ـ صحراء ميديا
المشهد في مكان ما من الصحراء المالية.. اللقاء غير متوقع؛ فهو يجري بين المخطوفين وخاطفهما، ومع ذلك بدا حميميا ومليئا بالابتسامات، من طرف الاسبان على الأقل، اما خاطفهم عمر الصحراوي فقد بدا هادئا مستعينا بلثامه الطويل لطرد ذرات الحصي التي غمرت وجهه بعد رحلة طويلة في الفيافي التي خبرها كثيرا.
لا يظهر رجال القاعدة الآخرون، وكأنما أريد للمشهد ان يلخص مصالحة بدأت بعتاب باسم حين قال احد الاسبان مبتسما للكاميرا لقد سمح لنا عمر بسياحة في الصحراء وإقامة لدى القاعدة.
لم يعلق عمر.. كان وجهه جامدا لا يشي بأية مشاعر.. لم تنفع معه ابتسامات روكي باسكوال وآلبير فيلالتا، الذين جندت من أجلهما اسبانيا كل امكاناتها وعلاقاتها الإقليمية.
كان عمر مشغولا بمقود سيارته اللاندكروزر، حيث جري ذلك المشهد
في كابينة القيادة.. مجرد سائحين ودليلهم في عمق الصحراء اللامتناهية.
كلا الاسبانيين في جلباب صحراوي ولثام.. ولحية لم تحلق منذ ان خطفهم عمر الصحراوي وسلمهم لكتيبة مختار بلمختار في مكان ما من الشمال المالي.
هل عاد عمر للإعتذار لهم لا أحد يجزم بذلك لأن الرجل قبض الثمن منذ ان بدأ العمل لصالح كتيبة الملثمين مثل العديدين غيره من الذين جذبتهم الحرفة الجديدة.