ذكرت مصادر أمنية موريتانية لـ “صحراء ميديا” أن السيارة المفخخة التي فجرها انتحاري، مساء الثلاثاء، أمام قاعدة عسكرية في مدينة النعمة؛ شرق موريتانيا، تحمل لوحة ترقيم مالية، ويعتقد أنها قادمة من شمال مالي حيث تقيم القاعدة معسكراتها .
وقالت المصادر إن السيارة، وهي من نوع هيلكس، تحمل الرقم 3022 ، وقد تم تدميرها بالكامل بعد تفجيرها أمام الثكنة العسكرية، لكن الأجهزة الأمنية لم تحدد بعد هوية الانتحاري الذي فجر نفسه.
وأعلن الجيش الموريتاني حالة استنفار قصوى في المناطق الحدودية المحاذية لجهورية مالي.
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد بث؛ قبل يومين، تسجيلا صوتيا منسوبا لمسؤوله الإعلامي، حذر فيه المدنيين الموريتانيين من الاقتراب من الثكنات العسكرية، التي قال إنها باتت أهدافا مشروعة، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه جيشها بالتنسيق مع فرنسا في الـ 22 يوليو المنصرم، ضد معقل للقاعدة شمال مالي، أدى إلى مقتل سبعة من أفراد التنظيم.
وبررت الرواية الرسمية الموريتانية الهجوم على معقل القاعدة بأنه ضربة استباقية ضد مجموعة كانت تحضر للهجوم على قاعدة عسكرية قرب باسكنو؛ شرق البلاد.
وشككت المعارضة الموريتانية في الرواية الرسمية، قائلة إن الهجوم كان بدافع تحرير الرهينة الفرنسي المحتجز لدى القاعدة، ميشيل جرمانو، الذي أعدمه التنظيم لاحقا ردا على مقتل أفراده، بحسب بيان صادر عن القاعدة.
ويأتي التفجير، الذي استهدف قاعدة عسكرية شرق موريتانيا، بعد يوم واحد من إطلاق القاعدة لسراح رهينتين اسبانيين كان قد اختطفهما قبل تسعة أشهر غرب موريتانيا.
وكان التنظيم قد اشترط، لتحريرهما، إطلاق سراح عمر الصحراوي، المتهم بتدبير عملية الاختطاف، من سجون نواكشوط، وهو ما رفضته موريتانيا، التي لجأت، تحت الضغط الإسباني المتكرر، إلى تسليمه للسلطات المالية تحت طائلة اتفاقيات مبرمة بين البلدين منذ نصف قرن.
غير أن مالي، التي استلمت الصحراوي، كانت تضع اللمسات الأخيرة على صفقة، وسيطها الرئيس، مصطفى الإمام الشافعي؛ مستشار رئيس بوركينافاسو ابلييز كومباوري، الذي استلم الإسبانيين من التنظيم، قبل يومين، بعد وصول عمر الصحراوي إلى معسكرات القاعدة ولقائه بالرهينتين؛ الموثق بفيديو حصلت عليها صحراء ميديا.