شكل الهجوم الانتحاري الذي شهدته مدينة النعمه الثاني من نوعه في موريتانيا وثالث عملية انتحارية خارج الجزائر يعتقد أن تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي” نفذها، ورغم أن التنظيم لم يتبن الجهوم حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تشير إليه، بعد التهديدات التي أطلقها، ولكون العملية تحمل بصماته.
كانت عملية السبت 8 أغسطس 2009 الانتحارية الأولى من نوعها على الأراضي الموريتانية، واستهدفت بها “القاعدة” المصالح الفرنسية ممثلة في السفارة التي لم يستطع الانتحاري المدعو أبو عبيدة موسى البصري تجاوز تحصيناتها، ففجر نفسه بعيدا عن بوابتها، وقرب عنصرين تابعين للسفارة كان يمارسان رياضة الركض.
تبني تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الهجوم الانتحاري بعد عشرة أيام على تنفيذه، وقال إن الانتحاري “توجه متمنطقا بحزامه الناسف لينقض على وكر من أوكار الصليب السفارة الفرنسية بنواكشوط، و قد تمكن بفضل الله من الوصول للهدف لكن حالت عوائق دون دخوله للمبنى ففجر نفسه عند بوابة السفارة” بحسب بيان منسوب للتنظيم.
وبرغم أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل منفذ الاعتداء وإصابة دركيين فرنسيين بجروح طفيفة لم يكونا في الخدمة لدى وقوع الاعتداء، وسيدة موريتانية. إلا أنه شكل سابقة في موريتانيا التي أعلنت حربا مفتوحة ضد القاعدة.
ثاني عملية انتحارية لـ”القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” استهدفت ثكنة عسكرية، بمنطقة “تيلوه” الواقعة غرب النيجر، و خلفت 25 قتيل و عدد كبير من الجرحى، في صفوف عناصر الجيش النيجيري يوم الاثنين 8 مارس 2010.
الهجوم بدأ بعملية انتحارية نفذها المدعو “ناصر”، الذي فجر نفسه على متن شاحنة ملغمة بـ600 كلغ من المتفجرات، استهدف بها الكثة العسكرية، وحدثت بعد ذلك عملية تبادل إطلاق نار “مكنت من تحطيم ثلاثة مدرعات و الاستيلاء على أسلحة و ذخيرة” بحسب بيان للقاعدة تبنت فيه الهجوم. مشيرا إلا أن الهجوم جاء ردا على مقتل عدد من عناصر التنظيم في عملية قام بها عناصر الجيش النيجري.
وسبق لشاب موريتاني يدعى عبد الرحمن ختاري (أبو زينب) أن فجر نفسه في حافلة نقل عمال بـ”البويره” في الجزائر
مما خلف 12 قتيلا من المدنيين، يوم 20 غسطس 2008 ، وكانت تلك المرة الأولى التي ينفذ فيها عنصر غير جزائري عملية بهذا الحجم داخل الجزائر.
وتعد العمليتان الانتحاريتان في نواكشوط والنعمه والعملية التي استهدفت الجيش النيجري، الهجمات الانتحارية الوحيدة التي تبنتها “قاعدة المغرب الاسلامي” خارج الأراضي الجزائرية منطلق التنظيم وقاعدته الخلفية.
ومع أن مدينة الدار البيضاء المغربية شهدت هجمات انتحارية عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في مايو 2003، وهجوم انتحاري آخر في مارس 2007 أحبط في آخر لحظة، إلا أنه يعتقد أن خلايا منفصلة هي من خططت لتلك الهجمات.