قال مارك بولوير، السفير الامريكي فى موريتانيا، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظم مؤخرا حفل إفطار في البيت الأبيض تكريما لأعضاء من المجتمع الامريكي المسلم قال فيه إن شهر رمضان المعظم يذكر الأمريكيين بأن الدين الإسلامي “كان دائما ولا يزال حاضرا بقوة في حياة أمريكا”.
وكان السفير يتحدث خلال حفل إفطار نظمه مساء الأحد في مقر سفارة بلاده بنواكشوط على شرف شخصيات دينية وسياسية، فى إطار تقليد سنوي دأبت عليه السفارة منذ سنوات، وأكد بولوير أن شهر رمضان يعتبر لحظة مناسبة للأمريكيين لاستحضار كل المفاهيم المشتركة مع العالم الإسلامي.
وقال السفير مارك بولوير إن الولايات المتحدة تعترف بمساهمة الأمريكيين المسلمين في بناء الولايات المتحدة الأمريكية كما يشمل ذلك الأمريكيين من اصل موريتاني والذين بلغ عددهم عدة آلاف؛ حسب تعبيره.
وأشار بولوير إلى أن حفل الافطار الذى تنظمه السفارة أصبح مناسبة يتطلع إليها الجميع مبديا أسفه لكون إفطار هذا العام سيكون الأخير له فى موريتانيا بعد أن استدعي لشغل مهمة سفير لبلاده فى اتشاد.
وحيا السفير الامريكي القواسم المشتركة للولايات المتحدة الامريكية مع العالم الاسلامي مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى تتميز فيه أمريكا بتنوعها الكبير فى الأعراق والاديان، تزخر الأمة الإسلامية العظيمة هي الأخرى بتنوع دولها ومجتمعاتها.
وحضر حفل الافطار أحمد ولد النيني وزير الشؤون الاسلامية، و أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، زعيم المعارضة الديمقراطية، ومحمد الأمين ولد خطره، وحامد ولد حامني الأمينين العامين لوزارتي الخارجية والثقافة، وحمدا ولد التاه الأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين، وشخصيات سياسية ضمنها محمد غلام ولد الحاج الشيخ نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، ومجموعة من أئمة مساجد العاصمة .
أحمد ولد النيني وزير الشؤون الاسلامية والتعليم الاصلي قال إن هذا “الإفطار الجماعي المتواضع فى حجمه والكبير فى مضمونه وجوهره يمثل نموذجا حيا لتقارب الاديان وإعطاء صورة ناصعة عن اهمية الحوار والتشاور من جهة ومدى عمق العلاقات التى تربط بلدينا الصديقين”.
وقال ولد النيني في كلمة ألقاها في الحفل إن المناسبة تدعو أكثر من أي وقت مضى إلى العمل الجاد سبيلا إلى تشجيع حوار الحضارات وثقافات الشعوب خدمة للسلم العالمي وسعيا إلى خلق أسس متينة للتعاون قائمة على الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر.
من جهته قال الدكتور ابراهيم ابو الربيع الأستاذ والباحث فى مجال الفلسفة الاسلامية إنه لا يمكن أن يتم ان الكلام عن الاسلام فى أمريكا دون التطرق لثلاثة مسارات الأول جسده الافارقة الامريكان الذين حملوا اسلامهم إلى امريكا، والثانى مثله المهاجرون المسلمون والجاليات الوافدة من شتى النطاقات الثقافية، فيما شكل المسلمون المولودون فى امريكا والجيل الجديد الذين وفد آباؤهم من العالم الاسلامي المسار الثالث لوجود الاسلام فى امريكا.
وقال أبو الربيع وهو أمريكي من أصل فلسطينى إن عدد المسلمين اليوم فى أمريكا يفوق 7 ملايين نسمة وان عدد المساجد والمراكز الاسلامية يقارب 1200 وان عدد الاطباء المسلمين فى امريكا يتجاوز 10000 طبيب مما يؤكد وجود جالية اسلامية فاعلة فى المجتمع الامريكي .
ودعا الدكتور ابراهيم ابو الربيع العلماء الموريتانيين إلى الانفتاح على المجتمع الأمريكي وتبادل الزيارات بغية إقامة روابط بين المجتمع الموريتاني المسلم والمجتمع الامريكي الذى “هو مجتمع منفتح على الاسلام وان كان بحاجة الى تعميق معرفته بهذا الدين”. حسب تعبيره.